في سياق الجدل الذي أثير حول قرار وزارة التربية الوطنية فرض شروط جديدة لاجتياز مباراة الأساتذة، وخاصة اشتراط عدم تجاوز السن 30 سنة، قال عبد الناصرالناجي، الخبير التربوي، ل”اليوم24″ إن فرض سن معين للقبول لاجتياز مباراة ولوج مهنة التدريس قرار “غير موفق”، مشيرا إلى أن هذا المعيار “لا علاقة له بجودة التعليم”. وأوضح أنه من خلال استقراء الدراسات والتجارب الدولية يتبين أنه لا يمكن ربط سن الانتقاء برفع جودة التعليم.
وأشار إلى أن الدراسات الدولية في مجال الرياضيات والعلوم المعروفة باسم”تيمس” TIMSS، تشير إلى أنه كلما كان الأستاذ يملك تجربة كلما كانت نتائج المتعلمين أفضل. وإذا كان للأستاذ تجربة أقل من 5 سنوات، فإنه “لا يلبي متطلبات المهنة وتكون نتائجه ضعيفة”. وحسب الناجي، فإن كثيرا من المرشحين لولوج مدارس الأساتذة، سبق أن اشتغلوا في التدريس في مدارس خاصة أو لهم تجارب ميدانية في التعليم، وهي تجربة “ستكون مفيدة”، لو فتح الباب لهم.
وقال إنه بالعودة إلى الدول المتقدمة وخاصة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، OCDE فإن 33 في المائة من الأساتذة في التعليم الابتدائي في هذه الدول تصل أعمارهم إلى 50 سنة. و13 في المائة فقط تقل أعمارهم عن 30 سنة، وفي المغرب فإن 17 في المائة تقل أعمارهم عن 30 سنة، في حين يصل عدد الذين تصل أعمارهم إلى 50 سنة إلى 25 في المائة.
وأشار الناجي إلى أن هذه الدول لا تضع سقفا للسن لانتقاء المدرسين، بل لوحظ في السنوات العشرين الأخيرة، أنه لا يتم تحديد السن، بل يبقى الباب مفتوحا لمن يستطيع ممارسة المهنة، لأن المهم هو “امتلاك الكفايات اللازمة لممارسة التدريس”.
من جهة أخرى أشار الناجي إلى أن الشروط الجديدة التي وضعتها الوزارة، لا تتعلق سوى باجتياز المباريات، وليس بمدى التوفر على الكفايات اللازمة، ما يعني أنه يجب إخضاع الناجحين لعملية تكوين. وهنا أشار إلى أن مدة التكوين المحددة في 7 أشهر تبقى “غير كافية” لتحقيق وصول المدرس إلى مستوى الكفايات المطلوبة، وأشار إلى أن نظام الإجازة في التربية الذي أطلق في 2018 من شأنه أن يضمن تخريج أساتذة مؤهلين لمنه يحتاج وقتا لتخريج أعداد كبيرة.
