رغم تأكيده على استمرارية سياسات الدولة تجاه دول إفريقيا جنوب الصحراء، رصد موساوي العجلاوي، الباحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، خلال مشاركته في ندوة “المغرب وإفريقيا” التي تنظمها مؤسسة الفقيه التطواني، وجود تراجعات ونقائص في التدبير الرسمي لهذا الملف.
أولى هذه النقائص غياب وزارة خاصة بالعلاقات مع الدول الإفريقية في الحكومة الجديدة التي يرأسها عزيز أخنوش، والتي صار ناصر بوريطة يجمع فيها قطاعات من بينها العلاقات مع إفريقيا يقول المتحدث.
كما أشار إلى قرار الحكومة السابقة في آخر اجتماع لها في شتنبر الماضي بالتخلي عن معهد الدراسات الإفريقية، مستغربا من هذا القرار الذي يأتي رغم الإشعاع القوي الذي كان له في الخارج، وأيضا تراجع الزخم الإعلامي في المغرب تفاعلا مع قضايا القارة والتعاون معها.
من جهة أخرى سجل العجلاوي غياب المجتمع المدني في التعامل مع هذا الملف، وعدم استيعاب النخب المغربية للواقع الإفريقي.
في هذا السياق أشار العجلاوي إلى إقبار مشروع كان قد تم الاتفاق عليه، على أساس أن يتكلف معهد الدراسات الإفريقية بتكوين كل الوفود سواء البرلمانية أو المنتخبين الجماعيين والجهويين، في حالة مشاركتهم في وفد رسمي تجاه إحدى بلدان إفريقيا، بإعداد أوراق تعرفهم بخصائص هذه الدول وخصوصياتها، لتمكينهم من آليات المشاركة في نقاش وازن.
من جهة ثانية أكد العجلاوي أن قرارا بحجم العودة إلى المنظمة الإفريقية ليس بالسهل، ويحتاج عملا يمتد لعقود من الزمن وإمكانيات هامة، مسجلا أن هناك عدم ارتياح على المستوى الدولي لما حققه المغرب بعودته « السياسية » إلى القارة التي ظل مرتبطا بها دائما اقتصاديا واجتماعيا وروحيا.