ما هو مصير الحكومة الليبية بعد تأجيل الانتخابات؟

22 ديسمبر 2021 - 01:00

بعدما أصبح في حُكم المؤكد تأجيل الانتخابات الرئاسية في ليبيا لما بعد تاريخها المحدد في 24 دجنبر تتعالى أصوات وازنة مطالبة بتشكيل حكومة جديدة، بل وتغيير أعضاء المجلس الرئاسي الحالي.

وكان آخر تصريح لخالد المشري، رئيس الأعلى للدولة (نيابي استشاري) اعتبر فيه انتخابات 24 ديسمبر « وَهْماً » بل « مستحيلة ».

فيما تتحدث وسائل إعلام محلية ودولية عن مشاورات غير رسمية لاختيار رئيس حكومة جديد لتسيير الأعمال حتى إجراء الانتخابات.

وفي هذا الصدد، قال النائب من المنطقة الشرقية زياد الدغيم، في تصريح تناقله إعلام محلي، إن « تغيير السلطة التنفيذية في ليبيا يحتاج لبعض الوقت، وهناك مداولات وحوارات كثيرة تدور حول هذا الأمر، سواء داخل الحكومة أو مجلس النواب ».

لكن تحذيرات وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، كانت أكثر وضوحاً ودقة، عندما قال في فيديو متداول: « هذه الحكومة عمرها ينتهي يوم 23 ديسمبر عند الساعة الثانية عشر (ليلاً) ودقيقة، وفي هذا التوقيت تنتهي شرعيتها ».

وذهب باشاغا بعيداً في تحذيراته، عندما أوضح أن « القوة الفاعلة على الأرض تجلس مع بعضها، وفي يدها الحل والربط ».

والقوة الفاعلة التي يتحدث عنها وزير الداخلية السابق، تتمثل في طرفين رئيسيين، أولهما كتائب مصراتة في المنطقة الغربية، التي يُعد باشاغا أحد رموزها، وعقيلة صالح، رئيس مجلس النواب في طبرق، ومن ورائه ميليشيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في الشرق.

إذ سبق لباشاغا أن تحالف مع عقيلة صالح، رغم عدائهما السابق، في قائمة واحدة، للترشح لرئاسة الحكومة ورئاسة المجلس الرئاسي على التوالي، لكنهما خسرا أمام قائمة عبد الحميد الدبيبة ومحمد المنفي، في انتخابات على مستوى ملتقى الحوار السياسي.

رئيس حكومة الوحدة الوطنية المكلف رمضان بوجناح، الذي خلف الدبيبة بعد ترشح الأخير رسمياً، أوضح في 12 دجنبر الجاري بشكل قطعي أن الحكومة ستسلم السلطة لحكومة منتخبة بعد الانتخابات التي ستجرى في 24 ديسمبر.

وضمنياً فإن رئيس الحكومة المكلف يرفض تسليم السلطة لأي حكومة جديدة غير منتخبة، وبالتالي فإن حكومة الوحدة ستستمر في عملها لما بعد 24 دجنبر، ولن تقبل بحدوث فراغ سياسي، إلا إذا أكرهت على ذلك.

وهذا ما ألمح إليه الدبيبة، ذاته، في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر باريس، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما أكد عزمه « تسليم السلطة للجهة التي ينتخبها الشعب في 24 دجنبر »، مشترطاً أن تجري الانتخابات بشكل « نزيه وتوافقي ».

أي أن الدبيبة يربط تسليم السلطة « بإجراء انتخابات نزيهة وتوافقية »، وبدون هذا الشرط لن يسلم السلطة، بينما يشدد الرجل القوي في مصراتة باشاغا، على رفض أي مبررات لعدم تسليم حكومة الوحدة السلطة في 24 دجنبر.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي