قال كريم التازي، رجل الأعمال والقيادي في فيدرالية اليسار، إن المشروع السياسي والمجتمعي لليسار غامض، بسبب عدم تمكنه من ضبط مجموعة من المفاهيم، وفي مقدمتها مفهومي الديمقراطية، والرأسمالية.
وأبرز التازي، الذي كان يتحدث على هامش تنظيم فيدرالية اليسار حوارا سياسيا، أمس السبت ، حول موضوع: « وحدة اليسار بين الضرورة الموضوعية والإكراهات الذاتية »، أن المفاهيم التقدمية، التي كان يحملها اليسار، سابقا، تغيرت اليوم، وأصبحت أمامه معارك سياسية واجتماعية جديدة، داعيا إلى معرفة المعارك التقدمية للقرن الواحد والعشرين، وهي المفاهيم، التي أكد التازي أن اليسار لم يحددها بدقة إلى يوم الناس هذا.
وفي هذا السياق، قال القيادي السابق في الحزب الاشتراكي الموحد، إن الموقف الثوري الحقيقي، الذي ينبغي الاهتمام به من طرف قوى اليسار، هو ضد مفهوم الاستهلاك، وهو الموقف، الذي يمكن أن يؤثر في مواضيع أخرى لها علاقة بتحديد مفاهيم الإنتاج والليبرالية والرأسمالية، قبل أن ينبه، أيضا، إلى الاهتمام بقضايا البيئة، التي باتت تهدد العالم برمته.
ودعا التازي يسار الفيدرالية إلى إيلاء مفهوم المبادرة الحرة إلى الاهتمام الذي يستحق، لأنه مفهوم يساعد في تقدم المجتمعات، وهي المبادرة، التي يمكن أن تكون نابعة من القطاع الخاص، أو من اقتصاد السوق.
وشدد رجل الأعمال على أنه في حال لم يحدد اليسار مفهومه من الشروط، التي تسمح لهذه المبادرة الحرة لكي تتقوى، وتتطور، فإن قد يقع في خطأ كبير، مؤكدا أن أهمية الفئات، التي تساهم في خلق مبادرات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، ومن ثمة، فإن قضية المبادرة تظل جوهرية، يضيف التازي، خصوصا اذا كانت نابعة من اقتصاد السوق، وهو ما يفرض بحسب التحليل، الذي تقدم به التازي، وضع فرز بين المبادرة، والرأسمالية كمفهومين مغايرين، داعيا إلى إعادة النظر من الموقف اليسار المتشدد من » النيوليبرالية »، وقال: « ميمكنش نشدو الليبرالية ونلوحوها في الزبل مع الرأسمالية »، في إشارة منه إلى بعض المفاهيم المتشددة، التي يروج لها بعض من رموز اليسار الممانع.
ومن المفاهيم، التي دعا التازي أحزاب فيدرالية اليسار إلى تغييرها، ويجعلها بعيدة كل البعد عن ما يجري في الواقع اليوم، هو إعادة النظر في مفهوم الديمقراطية، الذي أعلن التازي أنها بمفهومها التمثيلي البريطاني ماتت.