قلل مبارك بودرقة، عضو هيئة الإنصاف والمصالحة، من شأن الاتهامات، التي تفيد أن المهدي بن بركة كان عميلا للمخابرات التشيكوسلوفاكية” ويتجسس على القادة مقابل أموال، موضحا، في حوار له مع “اليوم 24″، أن “هذه الاتهامات ليست بالغريبة”، وقال: إنه كل عشر سنوات كانت تصدر اتهامات من هذا القبيل، فمنذ عشرين سنة الماضية، قال “طلع علينا صحافي إسرائيلي في باريس يقول إن المهدي بنبركة كان عميلا للمخابرات الإسرائيلية”.
وأكد بودرقة، وهو يكشف حقيقة ثروة بنبركة، أن هذا الأخير “لو أراد الأموال لأصبح مليارديرا”، موضحا أن بنبركة، “لا يناضل من أجل المال… لقد كان هدفه هو مساعدة الشعوب، والشعب المغربي على التحرر”.
وأوضح بودرقة، أن الراحل الذي تعرض للاختطاف والاغتيال لا يملك من حطام الدنيا شيئا، إلا ما ورثه من البيت، الذي تركه والده في الرياط، وبقي أخوه يتصرف فيه، وحتى عائلته وأبناؤه عندما كانوا في مصر، فإن حكومة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر هي التي كانت مكلفة بأداء تكاليف سكنهم، ومعيشتهم، وعندما انتقل بنبركة إلى فرنسا، كان جل أبنائه يشتغلون”.
وكشف بودرقة أن الرئيس الفرنسي، جاك شيراك، هو من وفر سكنا للكراء لزوجة بنبركة، عندما كان يشغل منصب عمدة باريس”.
وروى بودرقة أنه بعد اغتيال بنبركة، اتصل به الرئيس الجزائري بن بلة طالبا زيارة زوجة الراحل، وقال إن الرئيس الجزائري بن بلة “لما خرج من السجن، جاء إلى باريس، واتصل بي، وطلب مني أن يزور زوجة بنبركة، فسألها هل أنت بحاجة إلى سيارة، أو سكن”، وخاطبها “إن بنبركة أخي”، لكن زوجته رفضت كل ما عرض عليها بن بلة. وأكد بودرقة أن بنبركة لو أراد أن يجني الملايين من الأموال لفعل ذلك، لقد كان رئيس الجمهورية الجزائرية صديقه، ولو أراد المليارات لأخذها منه!”.
كما كشف بودرقة، في حواره مع “اليوم 24″، أن “تكاليف تنقل بنبركة، إلى اللقاءات، التي يدعى إليها، كانت عادة مؤداة من الجهة المنظمة مثل المنظمة الأفرو أسيوية”.
وأضاف “لقد كان بنبركة هو من يقدم المساعدة المادية إلى كل من يحتاجها، وفي مقدمتهم دعمه للطلبة، إذ كان يتدخل لدى رؤساء دول اشتراكية، ولدى الاتحاد السوفياتي، من أجل أن يحصلوا على منح دراسية خاصة بهم، وهذا ما فعل مع مجموعة من الطلبة المغاربة، الذين التقاهم في الجزائر، فتوسط لهم للحصول على منح في يوغسلافيا.