بدأ العد العكسي لكأس الأمم الإفريقية، المنتظر إقامته في الكاميرون، بداية من التاسع يناير الجاري إلى غاية السادس من فبراير المقبل، إذ إنه مع اقتراب موعد العرس الإفريقي تتزايد التخوفات بشأن قدرة الكاميرون على تأمين إقامة البطولة من ناحية سلامة اللاعبين، خصوصا أن فيروس كورونا المتحور “أوميكرون” يهدد كافة المنتخبات بدون استثناء.
وبدأ فيروس كورونا المتحور “أوميكرون” يرخي بظلاله على المسابقة الأولى في إفريقيا للمنتخبات، حيث بعثر الفيروس تحضيرات جل المنتخبات، ما جعل استعداداتها أقل على ما هو معتاد بالنسبة إليها، خصوصا مع إصابة بعض اللاعبين الرسميين بالفيروس.
وأدى “أوميكرون”، وخطر انتشاره إلى إلغاء العديد من المباريات التحضيرية للمنتخبات، آخره مباراة الجزائر، وغامبيا، التي كانت مقررة إقامتها في قطر، ولقاء المغرب مع الرأس الأخضر، بعدما فشل هذا الأخير في الدخول إلى المغرب، جراء عدم حصوله على ترخيص من السلطات المغربية.
وتتواصل تخوفات المنتخبات من تفشي الفيروس بين لاعبيها في كأس الأمم الإفريقية، ما جعلها تتخذ كل الإجراءات اللازمة للتصدي له، ليكون بذلك “أوميكرون” هو الخصم الأول لكل الفرق المشاركة في العرس الإفريقي.
وما يزيد من مخاوف الوفود القادمة إلى الكاميرون، هو أن إفريقيا فيها أقل معدلات التطعيم ضد الفيروس في العالم، كما أن أقل من 3 في المائة من سكان الكاميرون ملقحين بالكامل، وفقا لتحليل عالمي أجرته جامعة جونز هوبكنز.
ويأمل الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، برئاسة صامويل إيتو، واللجنة المنظمة للبطولة في التمكن من التصدي للفيروس، الذي قد يهدد سلامة العرس الإفريقي، في ظل كل الصعوبات، التي واجهته قبل عدة أشهر من قبل الاتحاد الدولي، ورابطة الفرق الأوربية، قبل أن يتمكن إيتو من شل كل هذه التحركات، التي كان هدفها تأجيل البطولة.
وحاولت المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الإفريقية قدر الإمكان الحفاظ على سلامة لاعبيها في التحضيرات، متمنية أن تتواصل سلامتهم في العرس الإفريقي بالإجراءات الاحترازية، التي أقرها الاتحاد الكاميروني لكرة القدم بشراكة مع الاتحاد الإفريقي للعبة.
وكان الطرفان “الاتحاد الكاميروني، والإفريقي لكرة القدم” قد وقعا، اتفاقية متعلقة بحيثيات البروتوكول الصحي، المتبع في المسابقة، بالإضافة إلى النقاط الخاصة بتنظيم عملية ولوج الجماهير للملاعب.
وقررت اللجنة المنظمة للبطولة القارية عدم دخول أي مشجع للمباريات، إلا في حالة الحصول على لقاح كورونا مكتمل الجرعة، مع تقديم فحص “بي سي آر” (BCR) قبل المباراة بـ72 ساعة، أو فحص أجسام مضادة قبلها بـ24 ساعة.
وأكدت اللجنة المنظمة أن السلطات الكاميرونية ستسهل الحصول على اللقاحات، وإجراء الفحوص قرب الملاعب من خلال معمل معتمد دوليا.
وأضاف الاتحادان الإفريقي، والكاميروني، في بلاغهما، أنه يمكن جعل هذا الحدث “الكان” أداة فعالة لزيادة الوعي بالسلوكيات، التي يجب تبنيها لمكافحة فيروسات COVID-19 بشكل عام، كما يمكن ويجب أن تعزز CAN الالتزام الصارم للمشاركين والداعمين بجميع التدابير المعروفة والمطورة حتى الآن لمكافحة الفيروسات المذكورة: غسل اليدين وتطهيرهما، والتباعد الجسدي، وارتداء القناع بشكل صحيح، والتطعيم.
وعلاقة بالموضوع ذاته، كان وزير الصحة الكاميروني قد قال، في تصريحات إعلامية: “كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بدون فيروس كورونا مضمونة، بدأنا إعطاء اللقاح للمواطنين على مدى واسع، وبشكل مجاني، ولدينا خطة متكاملة للتعامل مع الجائحة”.