دراسة: ربع الأبحاث الأحفورية التي أجريت في المغرب قام بها فرنسيون

03 يناير 2022 - 09:00

أبحاث علم المتحجرات الهادفة إلى درس التنوع البيولوجي، الذي كان قائما في الماضي، جزء من خلل شديد يعتري التوازن بين دول الشمال، والجنوب، ويعود جزئيا إلى الاستعمار، بحسب دراسة نشرت في المجلة العلمية « نيتشر إيكولوجي أند ايفوليوشن ».

وخلال الأعوام الثلاثين الأخيرة، وفر باحثون من الدول ذات الدخل المرتفع، خصوصا أمريكا الشمالية، وأوربا الغربية، ما نسبته 97 في المائة من البيانات الأحفورية في العالم.

وغالبا ما يجري هؤلاء أبحاثهم في بلدان الجنوب من دون إشراك باحثيها المحليين، ويؤدي هذا السلوك، الذي يشبه « الإسقاط بالمظلات » إلى أن يكون فهم التنوع البيولوجي مشوبا بالتحيز، وفقا لهذه الدراسة الإحصائية.

وتشكل جمهورية الدومينيكان وبورما نموذجين للدول الأكثر عرضة لهذا « الإسقاط بالمظلات » وهي مرغوبة جدا من الباحثين كون متحجراتها محفوظة في العنبر، وينطبق ذلك، أيضا، على بلدان غنية بالفقاريات كالمغرب ومنغوليا، وكازاخستان، إضافة إلى عدد من الدول في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وشرحت المعدة المشاركة للدراسة، نسيبة رجا شوب، من جامعة إرلنغن نورنبيرغ في ألمانيا لوكالة فرانس برس أن « علم المتحجرات يعاني مشكلة عينات، إذ ثمة بيانات كثيرة في بعض الأماكن في مقابل كمية غير كافية في أماكن أخرى ».

وتساءلت عما إذا كانت ثمة تفسيرات اجتماعية، واقتصادية، وتاريخية لهذه « التحيزات » الجغرافية.

وأضافت الباحثة في علم الأحياء القديمة « عندما كنت طالبة، عرض لنا أحد أساتذتنا رسما بيانيا، يظهر إمكان استنتاج كمية المتحجرات في بلد ما وفقا لإجمالي ناتجه المحلي. وهذه الصورة طبعتني، وجعلتني أرغب في التعمق » في هذه المسألة.

وبادرت نسيبة رجا شوب مع فريقها إلى إجراء مراجعة لـ »قاعدة بيانات علم الأحياء القديمة »، وهو مستودع مرجعي عالمي، يضم أكثر من 220 ألف مجموعة أحفورية لأنواع منقرضة، كالديناصورات والرخويات، وسواها.

وبينت هذه الدراسة أن أكثر من ثلث المساهمات مصدره باحثون مقيمون في الولايات المتحدة، صاحبة أقوى اقتصاد في العالم.

وفي المراتب التالية، بعد الأمريكيين، علماء من ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، يساهم كل منهم بنسبة 10 في المائة. وعلى الرغم من أن معظم أبحاثهم تنفذ في مناطق أخرى من العالم، فإن تلك التي يجرونها بالتعاون مع باحثين من الدول المستكشفة قليلة جدا، إن لم تكن معدومة.

وتستنتج الدراسة أن ثمة ارتباطا واضحا بالتاريخ الاستعماري، إذ إن ربع الأبحاث، التي أجريت في المغرب، وتونس، والجزائر مثلا كان القائمون بها فرنسيين.

ولاحظت الدراسة أن العلوم الطبيعية شهدت تطورا كبيرا في القرن التاسع عشر بفضل الاستعمار الأوربي.

وأشار الباحثون إلى أن « العينات المتعلقة بعلمي الحيوان والنبات، المكتشفة خلال الحملات الاستعمارية، أرسلت إلى متاحف عواصم الإمبراطوريات » المستعمرة.

وتركت هذه الممارسات بصماتها، خصوصا أن هذه العينات لا تزال قيد الدراسة في بلدان الشمال، كعينات العوالق، التي جمعتها بعثة السفينة « اتس ام اس تشالنجر »التابعة للبحرية الملكية البريطانية عام 1858، أو المتحجرات، التي أحضرها تشارلز داروين من جنوب إفريقيا.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي