{ صرحت بأن «ماعندناش سينما» وبأن عددا من الأفلام تعكس شذوذ صناعها، ألا تخشين من ردود فعل زملائك على هذه التصريحات؛ كأن يقاطعك بعض المخرجين والممثلين؟
< أنا لم أعبر عن رأيي فحسب، عندما قلت بأن الأفلام التي نراها اليوم لا تعكس هويتنا وخصوصيتنا بل تشوهها، كنت أتحدث بلسان العديد من المواطنين غير الراضين على تلك الأفلام.
{ ألم يسبق أن عرض عليك أحد أولئك المخرجين الذين انتقدتهم أدوارا في أفلامهم؟
< لم ولن يجرؤ أحد من أولئك المخرجين على عرض أي دور علي في أفلامهم، لأنني معروفة، والجميع يعلم بأني لا يمكن أن أشارك في عمل لا يحترم المشاهد المغربي، أنا امرأة مغربية ومسلمة وأرفض من منطلق ثقافتنا المغربية وتقاليدنا وديننا أي عمل يخدش الحياء ويمس بقيمنا، بل إن دورنا كمبدعين مغاربة هو محاربة أولئك الدخلاء الذين يحاولون هدم ثقافتنا وقيمنا بواسطة أفلام لا تمت لنا بصلة ولا تعكس واقعنا وهمومنا، أفلام تعكس مرض صناعها الذين أدعوهم للبحث عن طبيب يعالجهم من هوسهم بدل تفريغ مكبوتاتهم في السينما.
{ هل توجهت يوما إلى السينما لمشاهدة أحد تلك الأفلام؟
< نهائيا، لا أتمكن من التوجه للسينما أو مشاهدة تلك الأفلام، وكما سبق وقلت، فقبل سنوات كنا نتوجه إلى السينما رفقة آبائنا وأفراد أسرنا من دون خجل وكنا نشاهد أفلام أجنبية ولم تكن تتضمن شيئا من المشاهد القذرة التي تتضمنها الأفلام التي أصبحنا نراها اليوم، للأسف أصبحنا نرى نوعا من السينما الذي لا يمت لنا بصلة وعدد كبير من الأفلام ينحى في اتجاه خطير يخدم إيديولوجية هدامة للقيم والأخلاق.
{ وما ردك على بعض المخرجين الذين يؤكدون أن الجمهور معجب بتلك النوعية من السينما ويستدلون على ذلك بالمداخيل التي يحققونها؟
< الجمهور يستنكر و»ماعاجبوش» الحال الذي وصلت إليه السينما المغربية، والدليل أن تصريحي الأخير تم تداوله على نطاق واسع في الأنترنيت وهناك آلاف التعليقات التي تدعم ما قلته. أما عن المداخيل فتلك مجرد خرافة والفيلم الوحيد الذي تمكن من تحقيق مداخيل كبيرة خلال السنوات الأخيرة هو «الطريق إلى كابول» وهو فيلم محترم وجميل جدا، يعكس بحق هموم ومشاغل المواطن المغربي، عكس تلك الأفلام التي يشمئز المرء من ذكر اسمها فبالأحرى مشاهدتها.
{ من المبررات التي يرددها أولئك المخرجون أيضا رغبتهم في ترجمة الواقع كما هو واعتمادهم الجرأة، ما موقفك من وجهة النظر هذه؟
< الفن مبني على الرمزية، وسيفتقد الفن للإبداع إذا ما تحول لمحاكاة الواقع بحذافيره، الجمهور يفهم ومن الممكن إيصال أي فكرة من دون الحاجة للعري والمشاهد الخادشة للحياء، المعالجة الفنية يجب أن تكون بشكل لبق، أما عن الجرأة، فأنا لا أفهم كيف يستحضر بعض المخرجين الجرأة فقط في العري بينما يفتقدونها على مستوى المواضيع. بالنسبة إلي الجرأة تتمثل في طرح قضايا ومواضيع مهمة وتشغل المجتمع، كما أن المخرج مفروض عليه مراعاة الجمهور الذي يتوجه إليه ولذلك عليه أن يطرح على نفسه تساؤلا مهما مفاده «من أخاطب؟ ولمن أتوجه؟»، فإذا كان المقصود هو الجمهور المغربي فعليه أن يستحضر ثقافته وقيمه ودينه ويراعي جميع هذه الخصوصيات في عمله.