أثار بلاغ صادر عن الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة جدلا واسعا داخل الأوساط الرياضية، خاصة أسرة السلة، بحكم ما يحمله من «تبرؤ جامعة السلة من مشاركة المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا، المقرر إجراؤها بالكوت ديفوار»، في الفترة المتراوحة ما بين 20 و31 غشت الجاري.
واعتبر البلاغ، الموقع من طرف كمال بنعمر، العضو الجامعي، والذي حصل «اليوم 24» على نسخة عنه، أن الجامعة الحالية هي «الجهاز الشرعي والمنتخب بصفة قانونية والمعترف به»، مشيرا إلى أنها «راسلت الاتحادين الدولي والإفريقي، لإخبارهما بعدم تحملها مسؤولية مشاركة المنتخب في بطولة إفريقيا التي ستجرى بالكوت ديفوار»، بل «طالبت الاتحاد الإفريقي بتحمل مسؤوليته في مشاركة المنتخب»، بعدما اعتبرت نفسها الجهاز الشرعي والوصي على كرة السلة الوطنية، مؤكدة أنها «لم تبعث للاتحاد الإفريقي أي إشعار ومراسلة تؤكد من خلالها أنها انتدبت منتخبا يمثل كرة السلة المغربية».
ولم تسلم وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية من هجوم الجامعة، عندما أبدت «استنكارها للدور الذي تلعبه الوزارة واللجنة الأولمبية من أجل الظهور بصورة المنقذ، في الوقت الذي تعتبران المسؤولتين عن المشاكل التي تتخبط فيها الجامعة»، وفق محتوى البلاغ نفسه، الذي اتهم الوزارة بالتسبب في ما آلت إليه أوضاع السلة المغربية، والدفع بإصابة الجامعة بالسكتة القلبية، من خلال عدم تمكينها من المنحة لموسمين، وعدم الرد على غالبية مراسلات الجامعة، بما في ذلك عدم الاستجابة لطلب دعم الميزانية بخصوص مشاركة منتخبي الكبار وفئة أقل من 16 سنة في نهائيات كأس أمم إفريقيا، يضيف البلاغ.
وارتباطا بما فجرته المراسلة من مفاجأة من العيار الثقيل، استنكر أحمد المرنيسي، نائب رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة، مضمون البلاغ، منبها معديه ومن كانوا وراءه إلى تحمل مسؤوليتهم، موضحا: «هذه خيانة كبرى للوطن وعبث بمصالح المنتخب الوطني، ولا أجد تفسيرا كيف لشخص أو لأشخاص أن يطعنوا في بلادهم بهذه الطريقة التي لا يمكن أن توصف إلا بالخيانة الكبرى، ويجب محاسبة مرتكبها أو مرتكبيها».
وأضاف المرنيسي، في اتصال هاتفي أجراه معه « اليوم 24»، أنه ومن معه كمسؤولين في جامعة كرة السلة سيعملون على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وأنهم لن يصمتوا أبدا إزاء ما وصفه بـ»خيانة كبرى للبلاد وطعن المنتخب الوطني». وزاد قائلا: «إن من كان أو كانوا وراء هذا البلاغ، بقدر ما خانوا الوطن والفريق الوطني، فإنهم يجهلون أيضا أن الجامعة الملكية لكرة السلة راسلت بشكل رسمي، الاتحاد الإفريقي، بشأن مشاركة المنتخب الوطني في البطولة الإفريقية التي ستقام بالكوت ديفوار»، داعيا إلى ترك التطاحنات التسييرية جانبا، وتغليب مصلحة الوطن.
وأوضح المرنيسي، في سياق حديثه لـ»اليوم 24 »، أن وزارة الشباب والرياضة راسلت، في وقت سابق، المكتب الفدرالي لكرة السلة، وكلفته بالإشراف على تحضير المنتخب الوطني لهذه البطولة الإفريقية، مشيرا إلى أن ثلاثة أعضاء جامعيين فقط هم استجابوا لدعوة الوزارة وجالسوا مسؤوليها، وهم لمغاري ومولين وعبد ربه، مع غياب أعمار وبنعمر، واعتذار الكاتب العام. وأفاد المرنيسي قائلا: «الوزارة طلبت منا في هذا الاجتماع دراسة الميزانية الخاصة بمشاركة الفريق الوطني، وقدمنا لها ملف دراستنا، ووافقت بدورها على ذلك»، موضحا أن الميزانية العامة لهذه المشاركة الوطنية تبلغ إجمالا 140 مليون سنتيم، قدمتها الوزارة الوصية، دون أن يغفل الإشارة إلى أن اللجنة الأولمبية شريك في دعم المنتخب الوطني».
وقال المرنيسي إنه لا يجد تفسيرا لعدم مشاركة المنتخب المغربي في البطولة الإفريقية، لاعتبارات متعددة، اختزلها في وزنه إفريقيا، وبحكم تشعب العلاقات المغربية قاريا، سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية وغيرها، مضيفا أنه في حال اعتذار المغرب عن المشاركة في هذه البطولة الإفريقية، فإن ذلك سيعرض منتخب السلة إلى عقوبة التوقيف عن المشاركة لمدة أربع سنوات، مع تغريمه مبلغ 30 ألف دولار، وهو الشيء الذي «سعينا إلى تفاديه»، يضيف المرنيسي، الذي أبدى تفاؤله بخصوص المشاركة المغربية في هذه التظاهرة القارية.
وحاول «اليوم 24» الاتصال بفؤاد أعمار، المنسحب أخيرا من رئاسة جامعة السلة، من أجل أخذ وجهة نظره حول المراسلة المذكورة، ومصدرها، لكن دون جدوى، بعدما ظل هاتفه يرن دون مجيب.