في ظل سعي المغرب إلى تطوير الأقاليم الجنوبية ببرامج لتنميتها، كشفت مصادر إعلامية إسبانية، عن استعداد المملكة لبناء قاعدة بحرية مهمة بالداخلة في الصحراء المغربية، يمكنها احتضان وحدات كبيرة بحجم حاملة طائرات أمريكية، وقادرة على إيواء أزيد من 1700 عسكري.
وقالت صحيفة “السبانيول” نهاية هذا الأسبوع، إن هذه القاعدة، ستقدم الدعم اللوجيستي للسفن المتوجهة نحو غرب إفريقيا، وكذا القوات الأممية المنتشرة في القارة، إضافة إلى المهام المعتادة، الخاصة بالسيادة الوطنية.
منتدى “فار-ماروك”، المقرب من القوات المسلحة الملكية، لم يؤكد صحة الخبر، لكنه تحدث اليوم عن ضرورة التفكير في خلق قطب عسكري بالداخلة لتعزيز قدرات القاعدة البحرية الثالثة بالمدينة.
ودافع المنتدى عن التوجه نحو إنشاء القاهدة الجديدة، وقال إن بناء ميناء الداخلة الأطلسي يستوجب تعزيز البنية التختية البحرية العسكرية لحماية الميناء والطرق البحرية المؤدية إليه بالمياه الإقليمية الجنوبية.
كما أن مياه الصحراء المغربية، حسب ذات المصدر، تحوي العديد من الثروات الحساسة، التي تستوجب التوفر على قوة بحرية مهمة لمراقبتها، وحمايتها، بالإضافة إلى أن توسيع المجال البحري للصحراء المغربية، يفرض تعزيز قدرات البحرية الملكية المنتشرة بالجنوب لفرض هيبة، وسيادة المملكة عليها، وتعزيز القدرات الردعية هناك.
ومن المرتقب أن يتم الشروع، قريبا، في أشغال بناء الميناء الجديد الداخلة الأطلسي؛ وهو أحد المشاريع الضخمة، التي أطلقها المغرب في السنوات الأخيرة.
ويمثل هذا الميناء أحد مكونات البرنامج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، بحيث ستمتد آثاره الإيجابية إلى عموم البلاد، وإفريقيا الغربية.
وأعلنت وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء أن التجمع الذي فاز بصفقة بناء هذا الميناء، يضم الشركة العامة للأشغال بالمغرب (SGTM)، وشركة سوماجيك الجنوب (SOMAGEC-SUD).
ووفق معطيات الوزارة، فإن هذا الميناء سيكون فريدا بتوفره على قنطرة على البحر بطول 1300 متر، وشساعة منطقته الصناعية، واللوجستية، التي تبلغ حوالي 1650 هكتارا.
وسيكلف هذا المشروع الإستراتيجي الضخم، الذي سيستغرق بناؤه زهاء سبع سنوات، حوالي 12,5 مليارات درهم، مقابل الـ10 مليارات درهم، التي كانت مقدرة في السابق.
ويراهن المغرب، من خلال هذا الميناء الجديد، على جعل الواجهة الأطلسية في جنوب المملكة واجهة بحرية للتكامل الاقتصادي، والإشعاعين القاري والدولي، إلى جانب ميناء طنجة المتوسط.