حمودي: المخزن بات مهزوزا وهو اليوم في موقف دفاعي

25 أغسطس 2013 - 19:44

 

 

حمودي استند إلى جون بول سارتر لشرح فكرته هاته، إذ ذكر أن المفكر الوجودي الفرنسي حين زار الجزائر حينما كانت تحت الاستعمار الفرنسي، لاحظ أن المستوطنين من المعمّرين الفرنسيين يشيّدون لأنفسهم مستوطنات محاطة بأسوار ودفاعات، ليعلق سارتر على ذلك بالقول:»إنهم يشعرون بالهزيمة منذ أول يوم».

المفكر المغربي استند على نفس الملاحظة ليقول إن المخزن المغربي فوجئ بعد حركة 20 فبراير، وذلك لأول مرة، أن الأسس التي يقوم عليها لم تعد تحظى بالثقة نفسها لدى الناس، كما أنها لم تعد تخيفهم. حمودي قال أيضا «أُدركُ أن هذا القول مغامرة، وأنا أحب المغامرات».

وحاول حمودي تفصيل رأيه أكثر، حين قال « بالملاحظة الأولية، تبدو الأجهزة نفسها قائمة، وبالصلاحيات نفسها التي كانت من قبل، لكن ورغم ذلك، فإن النظام يبدو في موقف دفاعي، أما حركة 20 فبراير، فهي مجرد هزة من الهزات، خلخلت ثقة الناس في النظام، وفتحت الآفاق نحو هزات أخرى قادمة، لا يمكن للنظام القائم أن يتوقعها»، مؤكدا أنها «هزات ستعزز الأمل في الشباب للاستمرار في النضال من أجل التغيير».

وليبرهن أكثر على أن 20 فبراير ليست سوى البداية في مسار طويل، قال إن قوة الاحتجاجات ضد قرار العفو الملكي عن مغتصب الأطفال الإسباني (دانييل كالفان) لم تكن لتكون كذلك، لولا هزة حركة 20 فبراير من قبل. وأشار إلى أن شباب 20 فبراير هم نتيجة لتحول ديمغرافي، ولتغييرات تحدث في التركيبة الاجتماعية «لم تعد معها المؤسسة الملكية قادرة على تجاهل مطالبها، بل أصبحت مرغمة على تقديم الأجوبة عنها».

اضطرار الملكية لتقديم الأجوبة كان جليا، ولأكثر من مرة، في سياق تظاهرات حركة 20 فبراير، حين تم إصلاح الدستور، يقول حمودي، وتكررت أيضا مع حدث العفو عن الإسباني غالفان، بحيث كلما تقدم بجواب أدرك قصوره واضطر لتقديم جواب أفضل، وهذا لم يكن من قبل، مشيرا إلى أن الحسن الثاني كان يفعل العكس، ولم يتورع عن وصف معارضيه بـ»الأوباش» ودون أن يقدم شيئا. 

حمودي توقف عند الثورة، باعتبارها مدرسة تُعلّم الناس كيفية بناء الطموحات، كما تساعد على اكتشاف الذوات. فالثورة بالنسبة إليه دينامية مستمرة، ومع الأخذ والرد، تكشف الثورة للمعنيين بها «حجم استعداداتهم وقدراتهم»، وحجم التضحيات التي يمكن أن يقدموها، كما تفتح لهم الطريق الذي يجب اتباعه لتحقيق أحلامهم في الحرية والعدالة. قد يكون الطريق هو عصيان مدني وقد يكون غيره، لأن ذلك رهين بدينامية الثورة، ورهين كذلك بإعادة بناء العلاقات الاجتماعية وتقويم التماسك والتلاحم الاجتماعي الذي دمّرته السلطوية خلال 50 عاما، مؤكدا أن ذلك سيأخذ وقتا لازما.

أما عن التنوير، فقد أكد حمودي أنه ليس بالضرورة أن يكون على شاكلة الفكر التنويري الفرنسي أو الإنجليزي، لأن التنوير يتحقق عبر العيش المشترك، وعبر الحوار والنقاش العمومي، لكن ذلك لا يعني عدم الحاجة للفكر التنويري. بل إن القصد هو «أننا لا نحتاج إلى فكر تنويري حتى يطالب الناس بالديمقراطية». لأن التغيير يجري في الواقع، وطبقا لقوانين العيش المشترك، وبدون الرجوع إلى المراجع الفكرية الكبرى، لأن كل بلد له فكره الذي يتلاقح مع الآخرين. 

 

شارك المقال

شارك برأيك
التالي