في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية والسياسية بين الرباط ومدريد، نأت اسبانيا بنفسها عن ادعاءات خصوم المغرب وجود انتهاكات لحقوق الانسان في الصحراء المغربية، مشددة على التزامها بمرافقة المسار الأممي لإنهاء النزاع المفتعل في المنطقة، ودعم المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي ميستورا.
وفي ذات السياق، فضل وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس، في حوار أجراه نهاية هذا الأسبوع مع صحيفة اسبانية، عدم التعليق على ادعاءات وجود انتهاكات حقوقية في الأقاليم الجنوبية، وقال أن هذا المجال لا يدخل ضمن ما تراقبه الأمم المتحدة، قائلا:”محتويات بعثات الأمم المتحدة لا تمليها إسبانيا، بل الأمم المتحدة نفسها تمليها”، و “قضايا حقوق الانسان معقدة جدا”، مضيفا أنه “لا يمكن الحديث عن توقعات غير صحيحة”.
في المقابل، يقول ألباريس أن بلاده “تتحمل مسؤوليتها بالكامل والتزامها بمحاولة حل النزاع”، متحدثا عن كونه ” أول وزير خارجية في العالم يلتقي بستيفان دي ميستورا، وقد التقيت في مناسبتين مع ستيفان دي ميستورا، وقام بجولته الأولى على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة الإسبانية، وأكدت أنني لا زلت تحت تصرفه لأخذه إلى أي مكان يحتاج إليه من أجل تحقيق السلام الذي تحتاجه المنطقة”.
ويرى ألباريس أن “إسبانيا وحدها لا تستطيع حل النزاع في الصحراء الغربية وسنتبع الخطة التي وضعها دي ميستورا”.
وكان العاهل الإسباني، فيليبي السادس، قد تدخل على خط الأزمة بين البلدين، ودافع في خطاب حديث له عن حاجة بلاده، والمغرب إلى بدء “السير معا”، من أجل “تجسيد” العلاقة الثنائية الجديدة، التي تقول الحكومتان إنهما تعملان من أجلها لترك الأزمة الدبلوماسية الحالية وراءهما.
وبعد التأكيد على “الطبيعة الاستراتيجية” للعلاقة مع المغرب العربي بالنسبة إلى إسبانيا، و”الاعتماد المتبادل”، الموجود في هذه البلدان، أشار الملك إلى أن كلا الحكومتين “اتفقتا على إعادة تحديد العلاقة بشكل مشترك للقرن الحادي والعشرين، على أعمدة أقوى، وأكثر صلابة”.
وشدد الملك على أن “كلا البلدين يجب أن يسيرا معا للبدء في تجسيد هذه العلاقة الجديدة”، مشددا على أن “الأمر يتعلق بإيجاد حلول للمشاكل التي تهم شعبينا”.
خطاب الملك الإسباني يأتي بعدما تحدث الملك محمد السادس في خطابه، شهر غشت الماضي، عن الأزمة مع إسبانيا، وقال إن المغرب حريص على تعزيز العلاقات مع إسبانيا، و”يحرص على إقامة علاقات قوية، وبناءة، ومتوازنة، خصوصا مع دول الجوار”، مضيفا “أنه هو نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.
وكان المغرب قد استدعى سفيرته في مدريد، في ظل توتر كبير شهدته العلاقة بين البلدين، بسبب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية للاستشفاء، حيث تم إدخاله بهوية مزورة لتمكينه من التهرب من المتابعة القضائية على خلفية شكايات قدمت ضده، تتعلق بالتعذيب في حق محتجزين في تندوف.