عبد المومني: على البيجيدي تحقيق نتائج تنموية أو الانتحار

28 أغسطس 2013 - 23:08

 

في إطار تغريداتك خارج الإجماع، كانت لك الجرأة في دق ناقوس الخطر حول كلفة قضية الصحراء ؟

بالإضافة للكلفة البشرية والمآسي الإنسانية وتمزق الأسَر الصحراوية بين الأطراف المتنازعة، فالكلفة المادية للمغرب في قضية الصحراء مرتفعة جدا وأقدرها ما بين 7 و10 في المائة من الدخل الوطني الخام، تصرف في الجانب العسكري والاستثمارات في البنية التحتية والريع والإعفاءات الضريبية ..فالصحراء تكلفنا تقريبا ما تكلفنا الوظيفة العمومية..

 

  ألا تستحق هذهالقضية كل هذه الكلفة ؟

 لا أناقش هنا جانب الاستحقاق، فكل بلد يمكن أن يبذل جهدا استثنائيا من أجل قضاياه الوطنية..سؤالي إلى متى سنظل مستمرين في هذه الصيغة؟ ألا يجب، بعد 40 سنة، إيجاد صيغة جديدة لتدبير ملف الصحراء؟

 

 وما هي الصيغة التي تراها مناسبة ؟

 الصيغة هي حل يقبله جميع الفاعلين، فالمرحوم الحسن الثاني قال بأن المهم هو الرمزية، ويقصد بها العلم والعملة والطابع البريدي، أما الباقي فهو قابل للنقاش.

 

هو إذن حل الحكم الذاتي المقترح اليوم؟ 

 لكن المشكل فيه، أنه لا يُرضي الطرف الآخر، لأنه يعيش في ظل نظام أوتوقراطي

 

 إذن الحل في نظرك سيتحقق في إطار ملكية برلمانية ؟

 نعم، لأنه حل ليس فيه غالب ولا مغلوب، وفيه اعتراف بالشخصية الصحراوية. إذ يمكن إيجاد مخارج تحفظ ماء وجه الجميع، وأقصد هنا الحل الفدرالي الذي اقتُرح مؤخرا بعد طلب توسيع مهمة المينورسو  لأنه الأمثل بالمقارنة مع صيغة الحكم الذاتي .

 

 لماذا لا يتم طرح مثل هذه البدائل للنقاش ؟ 

 لأن الدولة لا تمتلك حسا استراتيجيا والجرأة والواقعية لتكون فاعلا حركيا.

 

تغرد أيضا خارج سرب الإجماع لما تنتقد بتحليلاتك الاقتصادية الجمع بين الثروة والسلطة ؟

لحسن حظنا أن النقاش حول هذا الموضوع أصبح ممكنا. الملكيات الديمقراطية في العالم لها أيضا ثروات تستثمرها لكن دون أن تشكل منافسا قويا لباقي الفاعلين الاقتصاديين

 آراؤك وتحليلاتك الصريحة لهذه القضية، هل سببت لك مضايقات من جهات ما ؟

 أظن أن الدولة المغربية، رغم كل شيء، تمتلك نوعا من الذكاء مقارنة مثلا بنظام بنعلي سابقا في تونس. ففي إطار الحفاظ على صورتها الديموقراطية في الخارج تتفادى المواجهة مع الأسماء المعروفة دوليا .. لأن كلفة مواجهة معارض له علاقات أو يشتغل مع مؤسسات دولية تكون أكبر من تجاهله. لهذا يركز النظام فقط على محاولة تضييق الخناق إعلاميا كي لا تصل تصريحاتك وتؤثر على الرأي العام..

  

  أفهم من كلامك أن النخب المعروفة دوليا تمتلك سلطة رمزية ولها هامش للمناورة والتعبير، ما الذي يخيفها إذن حتى استكان أغلبها للحياد السلبي؟ 

 أظن أن هذا الوضع هو نتيجة عقود تراكمت فيها هزائم تاريخية بسقوط البدائل القومية واليسارية والوطنية والشيوعية، بالإضافة إلى عقود من القمع والترويض، الشيء الذي خلق ولاءات ومصالح وتوافقات ونوعا من الابتزاز الضمني اضطرت فيه هذه النخب إلى الصمت والحياد. ونسمع العديد من الحكايات عن النخب الحزبية التي انساقت مع السلطة وفقدت استقلاليتها لأنها متورطة في ملفات وفضائح أخلاقية أو ريعية أو مالية، وقد رأينا كيف تسابقت هذه النخب لإرضاء السلطة أثناء وما بعد دستور 2011.

 

 كمناضل من أجل مغرب جديد بديمقراطية حقيقية، هل تعتقد بأننا مؤهلون كنخب وشعب من أجل هذا الحلم الديمقراطي ؟ 

أعتقد أن كل شعوب العالم مؤهلة للديمقراطية وللمساواة وللتقدم ولكل القيم الإيجابية التي وصلت لها البشرية ..والمغاربة ليسوا أقل أو أكثر من باقي الشعوب.

 

 لكن ما نعيشه من ارتباك في تنزيل دستور 2011، ومن تنازلات للقيادات السياسية وغياب الاستقلالية،  أكبر دليل على عدم أهلية النخب ؟

 لا تنسيْ الإرث الثقافي الثقيل للسلطة في علاقاتها بالنخب والمجتمع.. الآن السؤال هو :أي أفق وأي لحظة وأي دينامية نعيش اليوم؟ ..وأظن بأن المغرب قد وصل إلى الباب المسدود لإمكانية الرجوع أو القبول بسياسة التحكم والتسلط والإقصاء، وبالتالي فليس أمامنا إلا التقدم والتغيير، ولكي نتطور في الطريق الصحيح نحتاج لتكسير بعض الأقفال التي تعيق السير وهي الاستبداد وغياب فصل حقيقي للسلط ..&

شارك المقال

شارك برأيك
التالي