على عكس الاجتماعات الملكية السابقة التي كانت تعقد في قاعات كبيرة وحول طاولات واسعة، جرى لقاء أول أمس، الذي ترأسه الملك محمد السادس بالدار البيضاء، حول طاولة مستديرة وفي قاعة صغيرة، ولكن ما ميز هذا الاجتماع الملكي العملي بالخصوص هو الحضور القوي لرجالات البلاط، وبالخصوص المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، الذي أخذ مكانه إلى جانب الملك، كما عاد فاضل بنيعيش، المكلف بمهمة داخل الديوان الملكي، للظهور بعد غياب طويل.
ورأى بعض المتتبعين أن رئيس الحكومة ووزراء الداخلية والخارجية والعدل وممثل وزارة التشغيل بدوا وكأنهم «جزء من المشهد فقط»، حيث ظلوا يتابعون تدخل الملك، ويلتقطون بعناية أوامره لتدبير ملف حساس له انعكاس على صورة المغرب في الخارج، وهو ملف الهجرة، الذي تسلم بشأنه الملك الاثنين الماضي تقريرا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يبين النواقص التي يشكوها تدبير السلطة لهذه القضية.
وحرص الملك خلال هذا الاجتماع على تأكيد أنه «إذا كان تدبير قضايا المهاجرين غير الشرعيين يعرف أحيانا بعض التجاوزات، التي تبقى معزولة، فإنه ليس هناك أي استعمال ممنهج للعنف من قبل القوات العمومية»، لذا فإن المغرب، يقول بلاغ للديوان الملكي صدر بعد انتهاء اللقاء، «يرفض رفضا قاطعا الادعاءات التي تحاول ربط تدبير مشاكل المهاجرين غير الشرعيين بالعنف وخرق حقوق الإنسان المهاجر، في محاولة يائسة للمس بسمعة المغرب».