فاجأ وزير الدولة ورجل ثقة رئيس الحكومة، عبد الله بها، مؤتمري منظمة التجديد الطلابي، المجتمعين في الرباط، حين بدا كلمته في الجلسة الافتتاحية، بالتعبير عن معارضته الشعارات التي رددها طلبة الفصيل التابع لحركة التوحيد والإصلاح، والمناصرة للإخوان المسلمين في مصر.
موقف سرعان ما رد عليه من نفس منصة الخطابة، الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، خالد البوقرعي. هذا الأخير استهل مداخلته بدوره بالتوجه إلى القياديين الحاضرين، ويتقدمهم بها، وقال إن هؤلاء الشباب مستعدون لإكمال المسار "فدعوهم يعبرون عما يخالجهم لضمان استمرار هذا المشروع، هؤلاء الشباب يدركون أنهم ينتمون إلى مشروع إصلاحي".
وأضاف البوقرعي مدافعا عن الشباب المرتدين لاقمصة تحمل شعار رابعة ويرددون شعاراتها، وقال ان حماسهم نتيجة لصور الصمود التي جاءت من رابعة، واكيد ان هؤلاء سينتصرون وهذا الدرب رغم الشهداء والثكالى سينتصر وما ذلك على الله بعزيز لانهم مسلحون بالإيمان بالله".
اما مداخلة بها فرافقها صمت مفاجئ خيم على إحدى قاعات كلية العلوم بالرباط، لم تكسره الا بعض التعليقات الهامسة برفض ما يقوله العلبة السوداء لعبد الإله ابن كيران. في مضى بها في حديثه قائلا ان شعار "ثوار أحرار هنكمل المشوار"، هو شعار ميدان رابعة العدوية وليس شعار كلية العلوم في الرباط، "فاحذروا ان تنقلوا مشاكل الآخرين إلى بيوتكم، عالجوا مشاكلكم انتم وبمعطياتكم انتم". وكشف بها لأول مرة، عن موقفه من المسيرة التضامنية الحاشدة التي نظمها التيار الإسلامي في الرباط تضامنا مع إخوان مصر، حيث قال انه تحدث مع احد المسؤولين، وقال له ان علينا الا ننقل مشاكل مصر إلى المغرب، "نحن اخترنا طريقا خاصا هو الحفاظ على الاستقرار والجميع معجب بهذه التجربة ويتعجبون من حكمة المغاربة، لكنها حكمة موروثة، المغاربة لهم القدرة على مغربة كل الظواهر".
تعليقات رافضة صدرت داخل القاعة، متسائلة عما ان كان التضامن مع احد الشعوب اصبح نقلا للمشاكل. لكن بها أضاف ان المغاربة نجحوا في مغربة جميع الظواهر، فتميزوا بقوميتهم الخاصة وبيساريتهم الخاصة، "وحتى الحركة الإسلامية قاموا بمغربتها".
والى جانب رفضه الشعار الثوري، دافع بها عن نظريته في تدبير الصراع، وقال ان الثقافة المغربية الأصيلة تقوم على التضامن والتعاون وليس على الصراع. ثقافة قال بها أنها مازالت موجودة في البادية والأحياء الشعبية، في مقابل تأثر النخبة بالفكر الغربي الذي يعتبر الصراع هو الأصل، قبل المرور إلى التسويات، "ثقافة الصراع والتنازع وتوقاف البيضة فالطاس تؤدي إلى المشاكل"يقول بها.