الهدوء يعود إلى آسا وعدوى التوتر تصل بلدات صحراوية أخرى

27 سبتمبر 2013 - 23:45

 

في آسا، حيث بدأت شوارع المدينة تسترجع هدوءها، تتابع السلطات عن كثب معتصم آخر، هو الثالث من نوعه منذ اندلاع شرارة الأحداث، وسط المدينة في «ساحة الجميلات»، الذي بات يحج إليه كل يوم العشرات من الشباب وأعيان القبائل وفعاليات حقوقية وجمعوية من أجل البحث عن مخرج للتوتر الذي اندلع بسبب خلاف قبلي حول ترسيم الحدود بين قبائل آيتوسى وقبائل آيت النص.

ممثلو المحتجين استطاعوا، أول أمس، تشكيل لجنة من أعيان القبيلة والمتقاعدين والشباب طلبت حوارا مع عامل الإقليم، الذي استقبلهم في مقر العمالة، واستمع إلى ما وصفته اللجنة في بلاغ لها بـ «شروط الحوار مع السلطات»، تمثلت في المطالبة بفتح «حوار جدي ومسؤول» مع الحكومة ممثلة في رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات. كما طالبوا بـ»انسحاب الأمن إلى الثكنات دون قيد أو شرط»، وكذا «تسليم جثة الشهيد فورا إلى عائلته، وفتح تحقيق نزيه حول ملابسات قتله»، كما أكدت على مطلب «ترسيم الحدود مع باقي القبائل المجاورة طبقا لوثيقة 1936». هذه المطالب اعتبرها المحتجون «شروطا» على السلطات توفيرها من أجل «الدعوة إلى فتح حوار حول الملف المطلبي النهائي» الذي لم يُكشف عنه بعد.

لكن الحسين جاجا، فاعل حقوقي محلي، قال لـ»اليوم24» إن هذه الشروط غير متفق عليها تماما بين المعتصمين في ساحة «الجميلات» التي بات يُطلق عليها «ساحة محمد السادس» كذلك، إذ أن «ترسيم الحدود مثلا بين قبائل آيتوسى وقبائل آيت النص تتطلب فترة زمنية معقولة» لا يمكن تحديدها في أيام، كما يرد البعض ذلك

وبعد يوم إضراب كامل في المؤسسات التعليمية، أول أمس الأربعاء، استأنفت بعض المدارس عملها، أمس الخميس، لكن البعض منها استمر في إغلاق الأبواب لتواجدها بالقرب من أماكن التوتر

أما المحتجون فيواصلون حضورهم في معتصمهم الجديد «ساحة الجميلات»، بينما تأتيهم المساندة من مدن صحراوية مجاورة عبر احتجاجات لم تتوقف في كلميم منذ أيام، آخرها ما شهدته هذه المدينة، أول أمس، بشارع المهدي بن تومرت من مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين، أصيب خلالها بعض أفراد القوات المساعدة بجروح نتيجة رميهم بالحجارة.

أما في بلدية الزاك، فقد اشتعلت المواجهات بين محتجين وقوات الأمن مرتين، أول أمس، المرة الأولى حوالي الساعة 12 زوالا واستمرت حتى آذان صلاة المغرب، فيما اشتعلت مرة ثانية حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا واستمرت قرابة ساعتين.

وقال البشير بودعكة، نقابي ورجل تعليم، إن المواجهات اشتعلت بسبب أن مجموعة من الشباب تجمعوا في الشارع الرئيسي الوحيد بالبلدة، وقاموا بإحراق عجلات مطاطية ورفعوا شعارات ضد قوات الأمن، التي حضرت إلى عين المكان مما أدى إلى مواجهات استعمل فيها المحتجون الحجارة، فيما استعملت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.   

هذا، وتواصل بعثة المجلس الوطني لحقوق الإنسان التقصي في أسباب تلك الأحداث بمدينة آسا، حيث استمعت إلى ناشطين حقوقيين، وبعض المواطنين من أعيان القبائل وجمعويين، كما استعمت إلى عامل الإقليم ومسؤولي بعض السلطات الأمنية. أما فرع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، فقد أعد تقريرا يستعد لعرض مضامينه الأولى اليوم الجمعة في الرباط.

شارك المقال

شارك برأيك
التالي