يحلم المخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا، أحد أشهر السينمائيين في بلاده في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، برؤية القادة الروس أمام قوس المحكمة بسبب حربهم الحالية « على أوروبا ». ويخطط سيرغي لتخليد هذه اللحظات بفيلم ينوي تسميته « محاكمة كييف ».
وقدم المخرج ( 57 عاما ) -الذي شارك مرات عدة في مهرجان كان السينمائي – لمناسبة عرض أعمال معروفة من توقيعه بينها « ميدان » عن الثورة الأوكرانية و »دونباس » أخيرا في مهرجان « سينما الواقع » الذي يقام حاليا في باريس، ويستمر حتى 20 مارس الجاري، فيلم « مستر لاندسبيرجيس » الذي يغوص لأربع ساعات ونصف الساعة في تفاصيل كفاح ليتوانيا لنيل استقلالها عن الاتحاد السوفياتي بين عامي 1989 و1991.
ويقول المخرج لوكالة الأنباء الفرنسية « روسيا المعاصرة هي الوريثة الشرعية للاتحاد السوفياتي. يمكن القول إنها تطبق الأساليب عينها بالضبط على الجمهوريات التي تحيط بها ».
ويضيف سيرغي لوزنيتسا، في ليتوانيا، أريقت الدماء لكن نهاية القصة كانت سعيدة. و »من المهم مشاركة هذه التجربة الإيجابية للمقاومة والتحرير مع الجميع، لا سيما مع الشعوب الأخرى التي تريد، أو قد ترغب بذلك في المستقبل القريب، التحرر من هذا الوحش الروسي، حسب تعبير المخرج الأوكراني.
ويعتقد لوزنيتسا أنه « ما كان من الممكن تجاهل الاندلاع الوشيك للحرب عندما نعرف كل التيارات السرية في المنطقة »، معتبرا أن القادة الأوروبيين « لم يفعلوا شيئا » لسنوات، و »يتحملون ذنبا كبيرا في الحرب الدائرة حاليا « ، إذ يرى أنه « عند تحليل كل الأحداث السياسية في روسيا في العقود الأخيرة بصورة منهجية، لا يمكن سوى بلوغ نتيجة وحيدة ممكنة هي الحرب ».
ويحذر المخرج من أن الأمر ليس مجرد حرب ضد أوكرانيا، بل « إنها حرب ضد أوروبا، وصودف أن أوكرانيا هي خط المواجهة الأول ». ويجب أن « ينتهي الأمر بتقبل حلف شمال الأطلسي وأوروبا فكرة، أنهما لن يكونا قادرين على تجنب خوض هذه الحرب ».
ولم ينته سيرغي لوزنيتسا من العمل حول تاريخ أوروبا، إذ يضع اللمسات الأخيرة على « التاريخ الطبيعي للتدمير »، وهو فيلم وثائقي عن قصف الحلفاء للمدن الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقول « بطبيعة الحال، لم أكن أتوقع مجددا أن يكون هناك مثل هذا التشابه مع ما يحصل اليوم » في أوكرانيا.