قالت نبيلة منيب النائبة البرلمانية، والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن الأحزاب اليسارية في المغرب تحتاج اليوم إلى إجراء قراءة نقدية في مسارها وتوجهاتها، مؤكدة أن حزبها المنسحب من فيدرالية اليسار الديمقراطي سيتوجه بدلا عن ذلك « نحو الشعب » حسب وصفها.
وأكدت منيب خلال استضافتها على قناة « ريف فيزيون » اليوم الثلاثاء، أن أحزاب اليسار تواجه منذ انهيار جدار برلين واقعا يتغير باستمرار مما يتطلب قراءة متأنية لهذا الواقع، وأضافت « رأينا عددا من البلدان اعتمدت الديمقراطية الاجتماعية لكنها لم تصبر كثيرا واستسلمت في النهاية أمام النيولبرالية والرأسمالية المتوحشة ». وتابعت منيب « نحن اليوم نحاول فهم هذه التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم وننظر إلى المشاريع اليسارية الناجحة فيه ».
وقالت منيب، إن حزبها يحاول اليوم العمل على مستوى الشارع ليكون جوابا للحراك الشعبي الذي صار أقوى من الأحزاب السياسية الموجودة، مع ضرورة التشبيك مع المجتمع المدني، وإسناد مختلف الاحتجاجات الفئوية سواء تعلق الأمر بالأساتذة المتعاقدين أو الأطباء وغيرهم، بما يفضي إلى وحدة مجتمعية تنتج موازين قوى جديدة ».
وشددت منيب على أن حزبها يؤمن أيضا بالعمل من داخل المؤسسات، ولا يهمله لإسماع صوت المواطن، معتبرة أن مشاركة حزبها في الحكومات ممكنة، لكنها مشروطة بتوفير عدد من الضمانات، من بينها ربط المسؤولية بالمحاسبة واستقلالية القضاء وغيرها.
وفي السياق ذاته كشفت منيب أنها لاتزال ممنوعة من دخول البرلمان بسبب رفضها الإدلاء بـ »جواز التلقيح »، مؤكدة أنها طلبت حضور أشغال اللجان عبر الأنترنيت لكن مسؤولي المجلس رفضوا ذلك، الأمر الذي اعتبرته غير مقبول في زمن التقنية والتكنولوجيا.
وأكدت منيب على أهمية العمل والنضال في الشارع، لكنها شددت على ضرورة أن يكون عملا منظما، مع انغراس القوى السياسية في المجتمع، لمواجهة القوى المحافظة التي تستغل فقر المواطن وهشاشته، حسب قولها.
وحول وحدة اليسار وموقع حزبها من هذا المشروع، قالت منيب، إن الأحزاب اليسارية تحتاج اليوم إلى قراءة نقدية لذاتها، مسجلة أن لهذه الأحزاب توجهات مختلفة لاسيما في تحديد الأولويات، ومنها ما إذا كان الرهان الديمقراطي أولوية تجعل التحالف مع الإسلاميين ممكنا، الأمر الذي يقبل به البعض ويرفضه آخرون.
وفي إشارة إلى فيدرالية اليسار الديمقراطي التي انسحبت منها، قالت منيب، « كان لدينا أمل لكننا كنا متوجهين نحو وحدة عددية وليست وحدة مشروع » وأضافت، « اليوم يلزمنا وحدة شعبية قادرة على أن تستمر في النضال وتنزل إلى الشارع لإخضاع السلطوية.