أكد عالم الاجتماع والباحث النمساوي في شؤون الهجرة، غيرالد كناوس، أن هناك حربا باردة منذ مدة طويلة غير مدركة من الجميع، وهي حرب ممنهجة، حاولت فيها كل من روسيا وبيلاروسيا، تغيير النظام الأوربي الساري منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ولكن الحرب الآن اندلعت بصورة علنية.
وقال غيرالد في حوار مع موقع » swissinfo.ch »، أصبح هناك وعي في برلين بأنه على أوربا الدفاع عن نفسها، لكن السؤال المحوري الذي يطرح نفسه على أوربا الآن، هو هل ستقوم النخبة السياسية بعد هذه الصدمة الأولى بالتغيرات الضرورية الهامة؟
وأضاف، أن سياسة توسع حلف الناتو والاتحاد الأوربي في العشرين عاما الماضية، كانت من أنجح المشاريع التي حدثت في السياسة الخارجية على مستوى العالم، لكن هذه السياسة سقطت في أزمة عميقة في السنوات الماضية بسبب ترف الصفوة الأوربية وتراخيها الفكري.
وتاباع غيرالد، « لم يتم إمعان التفكير استراتيجيا حول مسألة: أي نوع من الاندماج مع أوربا قد يفيد الدول المهتمة بالانضمام إلى الاتحاد الأوربي حقا، بحيث يظل هذا الاندماج قادرا على تحقيق أغلبية في الاتحاد الأوربي.
وأكد العالم النمساوي، أن زمن الشعارات الجوفاء ولى، وأن على الاتحاد الأوربي أن يتدخل بسرعة، محذرا من أن الحرب قد تندلع في البلقان من جديد. فصربيا تعمل على تسليح نفسها عسكريا منذ سنوات، وأصبح ترسيم الحدود محل جدل، فيما أضحى الخطاب السياسي يتسم بمزيد من القومية والأنطواء على الذات.
واعتبر غيرالد، أن الاتحاد الأوربي نفسه يشهد تحولا، بدليل الحزمة الفريدة تاريخيا من العقوبات التي فرضها على روسيا. لأنه يشكل من الناحية الاقتصادية عامل قوة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة امتلاك المجتمع الأوربي القدرة على الدفاع عن نفسه ضد أي اعتداء على الأقل، بدون اللجوء للولايات المتحدة الأمريكية. لكن الاتحاد الأوربي لا يزال بعيداً كل البعد عن تحقيق هذا الهدف.
وفي هذا السياق أشار المتحدث للعمليات العسكرية الأوربية في السنوات الأخيرة – كالتي جرت في مالي – بلا طائل، شأنها في ذلك شأن التدخلات الأمريكية في العقود الماضية. حيث منيت هذه التدخلات الأوربية جميعا بالفشل، باستثناء التدخل في البلقان.