وبعد خروجه من المسجد، كتب على صفحته الفيسبوكية أنه وبينما كان يؤدي الصلاة داخل المسجد، "وأنصت إلى خطبة قيمة من باب الإنصاف، تذكرت يوم كنت طالبا بالجزيرة العربية، واستفتيت شيخنا عبد العزيز بن باز –رحمه الله– بعد انتهاء درس من دروسه عن حكم الصلاة في مسجد بني بأموال مغصوبة، فأجابني بجواز الصلاة فيه". لم يستسغ حينها الطالب الشاب تلك الفتوى، "وأنا أستحضر ما شهدت من غصب لأموال الفقراء، و إرغامهم على التبرع لبناء المسجد، مقابل بطاقة كتب عليها "وكان عرشه على الماء"، ألزم أصحاب المحلات بتعليقها على جدران محلاتهم، أستحضر طواف المقدمين و الشيوخ على أهل الغنم و البقر بالبوادي ليدفعوا إتاوة للمسجد مقابل كل رأس من البهائم، أستحضر رجال السلطة وهم يطوفون على المقاهي وحانات الخمور بدعوى استعمال أموالهم في بناء المراحيض والحمامات، أستحضر الاقتطاعات من أجرة الموظفين بغير رضاهم، أستحضر كيف كان موظفو الإدارة يشترطون عليك لاستصدار أي وثيقة تقديم وصل إتاوة المسجد…".
ثم يعود أبو حفص ليستدرك ويقول إنه وبعد دراسته لعلم أصول الفقه، "عرفت مبنى فتوى الشيخ، واختلاف الأصوليين في مسألة اقتضاء النهي للفساد، و الفرق بين اتحاد الجهة وانفكاكها، وتبين لي فعلا صحة ما ذهب إليه، لكن ما أريد قوله هو أنه بغض النظر عن كيفية بناء هذا المسجد، وما غصب من أموال في سبيل ذلك، فهو معلمة حضارية دون شك، بموقعه وشكله، وبنائه و صروحه و أعمدته، وهو فضاء مريح ورحب للعبادة والصلاة، أتساءل فعلا هل من مستلزمات الخشوع أن تكون حيطان المسجد مهترئة، وسقفه يقطر رطوبة وماء، و فراشه حصير بال، ومراحيضه مثير للقرف والغثيان، أم أن الخشوع يكون أعظم مع جمالية المحيط وروعة المكان و نقاوة المصلى؟"، ليخلص أبو حفص إلى أن "هذا المسجد مسجد الشعب، بني بأموال الشعب، فلم نمتنع عن الصلاة فيه وغشيانه والاستفاد من حلقات العلم فيه ، أتفهم موقف من يرى ذلك، لكنني أراها سلبية لا معنى لها".