خلصت دراسة اثنوغرافية للهشاشة الصحية لدى عاملات الجنس بالمغرب حول سبل المعيشة وآليات المقاومة ضمن سياق متعدد المخاطر، بأن جائحة كوفيد-19 والإجراءات المصاحبة كانت لها عواقب وخيمة على هذه الفئات المهمشة، حيث أثرت على سبل عيشهن فأصبح من الصعب عليهن الحفاظ على السلامة الصحية وكذا تحمل تكاليف الإيجار والغذاء والتطبيب، مما ساهم في زيادة معدلات الفقر في صفوفهن وانعدام الأمن وارتفاع احتمال التعرض للعدوى والمخاطر الصحية.
الدراسة أنجزتها أستاذة علم الاجتماع هدى كريملي، على 37 عاملة جنس بكل من مراكش والرباط والدار البيضاء خلال أشهر يونيو وغشت وشتنبر 2021، وتم تقديم خلاصاتها في ندوة نظمها المركز الأكاديمي للدراسات الاجتماعية يوم السبت بالرباط، وهي الدراسة التي تندرج في إطار المنح البحثية الخاصة بالمجلس العربي للعلوم الاجتماعية (مؤسسة غير حكومية يوجد مقرها بلبنان وتدعم البحث وإنتاج المعرفة في مجال العلوم الاجتماعية في المنطقة العربية).
كَشفت الدراسة أيضا بأن آثار كوفيد 19 انعكست سلبا على هذه الفئة التي لم تعد تحصل على الرعاية الصحية، حيث تسبب الوباء في اضطراب خدمات الرعاية الصحية، وكذا تعطيل إمدادات الصحة الجنسية والإنجابية بما في ذلك وسائل منع الحمل، ومن تم صعوبة الالتزام بعلاج الفيروسات والأمراض المنقولة جنسيا، خاصة وأن السياسة الصحية للحكومة تتوجه بالاهتمام نحو التهديدات الجديدة لفيروس كورونا. وحول توقعات كريلمي من أثر دراستها تقول أستاذة علم الاجتماع، في اتصال بموقع (اليوم 24)، أعتقد أن من شأن هذه الدراسة إثارة النقاش حول هذه المجموعات المعرضة للمخاطر، وذلك بتعزيز المعرفة حول العوامل السوسيو-سياسية والصحية والقانونية بخصوص عاملات الجنس، مما سيسمح للسياسات العمومية والبرامج الصحية من إدماج هذه الحقائق الاجتماعية.
وطَالبت كريملي، بدعم الجهود المبذولة لمعالجة الحواجز البنيوية وضمان حقوق عاملات الجنس من الخدمات الصحية على النحو الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، مطالبة بإصلاح القانون والسياسات العمومية، من أجل إلغاء تجريم العمل الجنسي بهدف حماية هذه الفئات من المخاطر المتعددة الأشكال.