هذا ما أكده المفكر المغربي عبد الله الحمودي امس في (خلوة علمية حول المسألة الحقوقية والقضية الوطنية) نظمها مركز الشروق للديمقراطية وحقوق الإنسان٫ من خلال حديثه عن حركة 20 فبراير٫ التي اعتبرها حركة شبابية صنيعة شعب الشباب٫ وهو شعب مغاير للأجيال التي سبقته وله تطلعات وممارسات جديدة، والذي كان قد تنبأ به في خاتمة كتابه (الشيخ والمريد)٫ عندما قال بأن الشباب لن يتحمل هذا التسلط والظلم، "وكم كنت سعيدا عندما خرج الشباب للاحتاج ضد الظلم والأوضاع المزرية التي يعرفها المجتمع" يقول الحمودي.
الحمودي قال بأن حركة 20 فبراير جاءت بالعديد من الأشياء الجديدة التي لم يكن المجتمع يعرفها في إطار نضاله السياسي٫ كما أن الأحزاب السياسية تمتعت بنوع من رحابة الصدر حيث كان بإمكان الشباب المشاركة في الأنظمة الحزبية٫ وكذلك في الانخراط في الحركة والمساهمة في أنشطتها وليس في السر ولكن علانية٫ وهذا "مهم جدا حيث إضافة إلى الأحزاب والنقابات أصبح الشباب ينخرطون في تنسيقيات حركة 20 فبراير٫ الأمر الذي يدل على وعي جديد لدى الشباب وحتى لدى الأحزاب المغربية٫ التي انفتحت على هذه الحركة".
الحمودي قال بأنه لا يؤمن بفكرة أن حركة 20 فبراير لم تحدث أي تغيير ولم تحقق الآمال التي كانت معلقة عليها٫ "بل هي نقطة في بحر وعلينا التشبث بكل براقة أمل٫ ذلك أن هذه النقطة تشبه نواة الطاقة الذرية".
المهم بالنسبة للحمودي هو الحفاظ على ذاكرة 20 فبراير٫ ذلك أن هذه الحركة جاءت بأشكال نضالية جديدة لا عهد لنا بها من خلال استعمال الموسيقى والرسم وحركات الجسد التعبيرية٫ وهو ما يدل على أنها أيضا حركة ثقافية.
الحمودي ختم حديثه عن حركة 20 فبراير بالتأكيد على التشبث بالأمل حتى لو توقف الإصلاح٫ فسوف يستمر بعد أشهر أو سنوات المهم أن نحافظ على نقطة الأمل لأنه لا يمكن أن يكون هناك توقف كلي.
