عادت قصة سينما الصحراء أشهر صرح ثقافي بمدينة أكادير، يعود تاريخه إلى فترة ما بعد زلزال 1960، إلى الواجهة والتي كانت في ملكية المستثمر السوسي إيحيا بن إيدر أشهر مستثمر في ميدان القاعات السينمائية بسوس منذ سنوات الستينيات إلى حدود تسعينيات القرن الماضي، (عادت) بعد أفول الميدان وتحول أغلب القاعات إلى أطلال وخراب بعدة مدن.
وكان إيحيا بن إيدر، قد حظي باستقبال رسمي من طرف الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1978 بفاس، رفقة عدد من الباحثين والعلماء المغاربة، بعدما قدم هبة لوزارة التعليم آنداك عبارة عن ضيعة فلاحية تتوسطها بناية بمنطقة المزار بأيت ملول، بغية تحويلها إلى كلية للشريعة، وهي المؤسسة نفسها التي تحمل اليوم إسم كلية الشريعة والقانون التابعة لجامعة إبن زهر.
وتقول الروايات، إن إيحيا بن إيدر، كان مستثمرا ناجحا في قاعات العروض السينمائية، وترجع له ملكية عدد من دور السينما بسوس، على سبيل المثال سينما ريالطو بأكادير، وسينما الباهية بتزنيت وسينما الصحراء بتلبرجت التي اقتناها المجلس السابق لجماعة أكادير سنة 2019، عملاً بمطلب العريضة التي وقعتها ساكنة المدينة.
وبلغت ميزانية مشروع تهيئة سينما الصحراء مقدار 12 مليون درهم، والتي همت تهيئة قاعة السينما وتحويلها إلى مركب فني، مع تهيئة ساحتها التي تحولت إلى متنفس لساكنة حي تلبرجت، وهو المشروع الذي يندرج في إطار مشاريع التنمية الحضرية لمدينة أكادير، الممتد ما بين 2020-2024، والموقع أمام أنظار جلالة الملك محمد السادس.
وبعد قص شريط افتتاح سينما الصحراء مساء يوم أمس الجمعة، من طرف عزيز أخنوش رئيس جماعة أكادير والوفد المرافق له، تم عرض أول شريط قصير على شرف الحاضرين لمخرجته فريدة بليزيد بعنوان “موسيقى ورقصات أمازيغية »، لتعود بذلك الحياة للقاعة التي هجرتها روح الفن منذ سنوات.