لهذه الأسباب تستعد ساكنة عاصمة الكيف للخروج لأول مرة إلى الشارع

05 ديسمبر 2013 - 13:17

نقاشات من هذا النوع تجري حاليا بعاصمة "الكيف" كتامة، هذه البلدة التي لم تعرف في حياتها مسيرة احتجاجية للساكنة، التي تمتهن في الغالب أنشطة زراعية مرتبطة بالكيف.

بعد أسابيع من التداول والنقاشات السرية التي تذكر ب"سنوات الرصاص"، خرج الشباب إلى شبكة التواصل الاجتماعي على الانترنت، معلنين عن تأسيس "حركة شباب كتامة ضد التهميش والإقصاء"، الحركة التي تستلهم تجربة "حركة متابعة الشأن العام بمدينة تارجيست والنواحي"، والتي بدورها قادت احتجاجات قوية بمدينة تارجيست عاصمة صنهاجة.

ووفق مصدر مطلع من الحركة التي أسسها شباب كتامة، فان هذه الأخيرة تسعى إلى إيجاد إطار يحتضن أكبر عدد من ساكنة المنطقة والمدينة بالتحديد، للخروج وقيادة احتجاجات تستنكر الواقع الذي وصلت إليه هذه البلدة التي تعرف بالحشيش والكيف أكثر من أي شيء أخر.

وعن دواعي الخروج إلى الشارع قال المصدر نفسه أن هناك ملف مطلبي كبير يجري الآن إعداده، سيكون الورقة التي ستتفاوض بشأنها الحركة في أي حوار مستقبلي مع الجهات المسؤولة، هذا الملف وضع قضية المزارعين المطاردين من قبل "المخزن" من أول القضايا المسطرة فيه، "هناك المئات من الأشخاص لا يستطيعون مثلا تغيير بطائقهم الوطنية، لأنهم متوجسون أن يكونوا مبحوث عنهم في قضية زراعة الكيف" يقول عضو بالحركة قبل أن يضيف "هذا دون الحديث عن من هم فعلا مبحوث عنهم، وهم للأسف الشديد بالآلاف، ذنبهم الوحيد أن الظروف المعيشية حتمت عليهم زراعة الكيف، أو أن أباطرة ورطوا أسماءهم في قضايا لا علاقة لهم بها في إطار تصفية الحسابات"، ووصف المصدر نفسه أن الرجال في كتامة والمناطق المجاورة، "أضحوا مطاردين في كل حين ووقت وهو أمر رأينا من وجهة نظرنا أن نجد له حل نهائي ينهي هذا الرعب الذي يعيش فيه السكان، خصوصا بعد التصريحات التي كان وزير العدل قد أدلى بها تحت قبة البرلمان بخصوص المتابعين والمطاردين دون سبب وجيه والموجودون في وضعية المبحوث عنهم".

سبب أخر يقول نفس المصدر بأنه دفعهم إلى التفكير الجدي في النزول نهاية الشهر الجاري، يتعلق الأمر بسيطرة "مافيا الخشب" على هذا السوق واستغلال نفوذهم لتنفيذ مجازر في حق أشجار الأرز، لإعادة بيع خشبها للمواطنين البسطاء بالثمن الذي يريدون، في احتكار واضح للمادة الحيوية التي تحتاج إليها ساكنة المنطقة بشكل كبير خلال هذه الفترة بالذات من السنة، ونفس الأمر ينطبق على الدقيق المدعم فهذه المادة هي الأخرى محتكرة من قبل بعض التجار الذين يبيعونها بثمن مرتفع (150 درهم) في حين أن ثمن البيع يجب أن يكون 100 درهم.

ويقول المتأهبون للاحتجاج بان المدينة تحولت إلى ما يشبه قرية كبيرة، فلا شيء يوحي إلى وجود معالم التمدن أو التحضر، "لا أماكن للتنشيط الاجتماعي والتربوي، ولا طرق معبدة، وحتى الإنارة منعدمة بشكل كلي في بعض الشوارع"، واقع يذكي وفق نفس المصدر أسباب النزول ويجعل من تحركاتهم لها معنى على أرض الواقع وتستند على أسباب منطقية.

وفيما إذا كانت الحركة مؤطرة سياسيا نفت نفس المصادر أن يكون هناك أي تأطير من هذا النوع، مشيرة إلى أن الحركة لها مطالب اجتماعية خالصة، قبل أن يستدرك بالقول "بدأت بعض القوى السياسية تنظم بعض اللقاءات بالمدينة، بعد أن بلغ إلى علمها خبر الحركة، وحاول بعضها بعث رسائل خلال لقاء نظم نهاية الأسبوع المنصرم، لكن نحن سنقبل بانخراطهم كأفراد ومواطنين ولن  نقبل بانخراطهم كقوة سياسية".

شارك المقال

شارك برأيك
التالي