وافق أعضاء حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الأربعاء على وثيقة تجعل الهجرة غير النظامية من بين “التهديدات المختلطة” التي يمكن أن تستخدمها القوى المعادية لتقويض استقرار دول الحلف.
اعتماد الوثيقة التي تحدد المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف، جاء استجابة لمطالب صريحة قدمتها عدد من دول الحلف بما فيها إسبانيا، وفق ما نقلته رويترز، معتبرة أن مدريد التي تستضيف القمة تعرضت لاستخدام الهجرة من جيرانها كسلاح للضغط.
ويَنص المفهوم الاستراتيجي على اعتبار الهجرة كعنصر يجب مراقبته في العقد القادم، ويشير إلى دول الجنوب كمصدر جديد لخطر الاستقرار. وجاء في الوثيقة أن “الصراع والهشاشة وعدم الاستقرار في إفريقيا والشرق الأوسط تؤثر بشكل مباشر على أمننا وأمن شركائنا”.
اتفق الحلفاء على أن المناطق الواقعة إلى الجنوب من الناتو، ولا سيما منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل، تواجه تحديات أمنية وديموغرافية واقتصادية وسياسية مترابطة أثارتها القوى الخارجية. وتضيف الوثيقة أن “هذا الوضع يوفر أرضية خصبة لانتشار الجماعات المسلحة من غير الدول، بما في ذلك المنظمات الإرهابية. كما أنه يمكّن من التدخل المزعزع للاستقرار من قبل المنافسين الاستراتيجيين”.
ويأتي هذا الاعتماد أياما بعد وفاة 23 مهاجرا من جنوب الصحراء، إضافة إلى إصابة العشرات منهم ومن رجال الأمن المغاربة، ضمن محاولة العبور الجماعي نحو مدينة مليلية المحتلة الجمعة الماضية.
وأثارت المأساة جدلا في إسبانيا حول ما إذا كانت مدينتا سبتة ومليلية المحتلتان مشمولتين بتطبيق معاهدة الناتو بالدفاع عن أعضائه، حيث اعتبر مصدر حكومي إسباني أن صياغة المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو تزيل أي شك وتضمن جعل المدينتين المحتلتين ضمن “الحدود” التي يدافع عنها الحلف.
وجاء في النص أنه “لا ينبغي لأحد أن يشك في قوتنا وعزمنا على الدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء، والحفاظ على سيادة ووحدة أراضي جميع الحلفاء، والانتصار على أي معتد”.