الاتحاد الاشتراكي: حادث مليلية وراءه "تحالف مصلحي" بين دولة متآمرة وعصابات الاتجار في البشر

02 يوليو 2022 - 11:00

ألقى حزب الاتحاد الاشتراكي بالمسؤولية على جهات خارجية في المأساة التي شهدها محيط مليلية المحتلة، معتبرا أن المغرب يتعرض حاليا إلى حملة ظالمة بسبب هذا الحادث الأليم, مقدما تحليلا  يفضي إلى « تورط تحالف مصلحي بين دولة متآمرة وعصابات اتجار في البشر » في الواقعة حسب قول الحزب.

ودعا الحزب في رسالة عبر موقعه الإلكتروني إلى النظر في الأسباب العميقة لمآسي الهجرة، معتبرا أن المسؤولية الأولى تتحملها في حالة القارة الإفريقية، دول الاتحاد الأوربي، بسبب سياسات الهجرة المتشددة، والتي تزداد تقييدا لحقوق الأفراد في التنقل والعيش الكريم، كلما تقدمت قوى اليمين المتطرف، التي باتت اليوم تخترق حتى القوى اليمينية المعتدلة والوسطية، وجزءا من اليسار للأسف.

كما تتحمل جزءا منها السياسات الخارجية لبعض دول قارتنا، يقول الاتحاد، والتي تساهم في البلقنة وتأجيج الصراعات، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مما يجعل المجالات الترابية الحدودية مرتعا لنمو عصابات الجريمة العابرة للدول والقارات، وتجار الأسلحة، ومافيات الاتجار في البشر.

أما بالنسبة للمغرب، فأكد الحزب أنه ورغم « إمكانياتنا المتواضعة قياسا لعديد الدول، ورغم الظرفية الصعبة التي يمر منها الاقتصاد العالمي جراء أزمات متواترة، تنعكس على اقتصاديات الدول الصاعدة مثل المغرب، فإن بلادنا اختارت النهج الاستيعابي للهجرة غير النظامية، فكانت رائدة قاريا وفي محيطها الإقليمي، في منح المهاجرين غير النظاميين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، الموجودين فوق ترابها، كما الآتين من مناطق توتر مختلفة كاليمن وسوريا الأوراق والوثائق التي تمكنهم من تسوية وضعية الإقامة الشرعية بالمغرب، وهو الأمر الذي سيمكن عددا كبيرا جدا من الأفراد والأسر من الولوج لخدمات الصحة والتعليم والشغل والتنقل في ظروف تحفظ الكرامة الإنسانية ».

واعتبر الاتحاد أن من يهاجمون المغرب بسبب وفاة 23 مهاجرا غير نظامي بسبب التدافع ومحاولة تسلق الأسوار الشائكة التي وضعتها السلطات الإسبانية، يتجاهلون رقما آخر مهما، حيث استطاع المغرب خلال سنة 2021 فقط أن ينقذ أكثر من أربعة عشر ألف مهاجر غير نظامي في عرض البحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وبإمكانياته الذاتية البشرية والمادية، دون الحديث عن المحاولات التي أحبطها قبل الإبحار نحو المجهول، والشبكات التي فككها والتي تكاد تصل الألف في السنة.

وبالعودة إلى حادث مليلية، تساءل الحزب عن السبب الذي جعل الاقتحامات الجماعية متوقفة قبل الانفراج في العلاقات المغربية والإسبانية، ثم بعد تقوية هذه العلاقات، ستعود فجأة هذه الظاهرة؟

وتساءل الحزب عن سبب التواجد الكثيف في الحادث لمهاجرين من جنسيات غير معتادة سواء كانت سودانية وتشادية وحتى من اليمن وجنسيات أخرى، والذين لا تربط بلدانهم أي حدود مع المغرب، ولكي يصلوا بلدنا يجب أن يقطعوا بلدانا عديدة.

وأضاف، « المألوف أن أغلب المهاجرين جنوب صحراويين في الحالات السابقة كانوا قادمين من دول مثل السينغال والكاميرون والنيجر (غرب إفريقيا)، حيث مسار الهجرة غير النظامية نحو المغرب معروف، لكن هذه المرة أغلب الحالات قادمة من المسار الشرقي، والذي عادة كان يتجه نحو إيطاليا أو تركيا واليونان، فمن غير اتجاههم نحو المغرب؟ »

وتابع الحزب « قد نتفهم ظروف دول ذات هشاشة أمنية في عدم تأمين حدودها مثل ليبيا، لكن كيف يستقيم أن تمر كل هذه الأعداد عبر الجزائر وصولا للمغرب؟ كيف نفهم أن يكون مهاجرون من إقليم دارفور السوداني بهذه الكثرة في عملية الاقتحام الأخيرة، رغم أن الدارفوريين أمامهم مسار أكثر يسرا، ويتم التعامل معهم بنوع من الانتقائية الإيجابية بسبب ما تعرضوا له من شبهة جرائم إبادة بحثت فيها المحكمة الجنائية الدولية؟ ما الذي سيجعلهم يختارون مسارا أصعب وغير مأمون؟ »

وخلص الحزب إلى أن في هذه التفاصيل الأخيرة، يكمن شيطان تحالف مصلحي بين دولة متآمرة وعصابات اتجار في البشر.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي