خبير علم المناخ: تغيرات مناخية وراء تزايد الحرائق وينبغي تنقية الغابات ومراقبتها وتجهيزها ببنية تحتية للمطافئ

16 يوليو 2022 - 20:30

كشف محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن درجات الحرارة أصبحت أكثر ارتفاعا من المعتاد بالمغرب، لأن مناخ الأرض ارتفعت حرارته إجمالا، وهذا أصبح مؤكدا لدى خبراء علم المناخ عبر مجموعة من التقارير والملاحظات، الشيء الذي سيجعل فرص اندلاع الحرائق الطبيعية أكثر ارتفاعا أيضا، وهذا ما جعل هذه الحرائق تندلع في عدة أماكن في هذه الفترة التي تعرف موجة حرارة مرتفعة.

وتعليقا على حوادث اندلاع مجموعة من الحرائق في مدن الشمال، شدد خبير المناخ، على أنه من المفروض على المسؤولين في مجال الغابات، أن يترقبوا هذا النوع من الظواهر، وفي هذه الحالة لا بد أن تتم رعاية الغابة وتهذيبها وتنقيتها، ومحاربة متلاشيات الأشجار وإزالة الميتة منها والأغصان الساقطة والأوراق الجافة المتساقطة، لأنه من المفروض أن يتم جمعها بطريقة أو بأخرى حتى لا تكون أداة أو مادة  قابلة للاحتراق، وفي حال اندلعت الحرائق يمكن أن تكون حرائق لطيفة ويتم التغلب عليها.

وحول إمكانية تغلب السلطات على الحرائق، كشف قروق في تصريح خص به “اليوم 24″، أن المغرب يتوفر على وسائل متعددة لمراقبة الغابة، عبر الأقمار الاصطناعية والصور الجوية، فهو يتوفر على أقمار اصطناعية خاصة به ويستعمل أقمارا اصطناعية لدول في أوربا وأمريكا يتعاون معها، لذلك فإن هذه العملية حسب خبير علم المناخ لابد أن تكون في متناول السلطات، ويتوفر  المسؤولون على قدرة عالية لمعالجة هذه الحرائق عبر الطائرات لأنها سهلت الولوج إلى الأماكن الوعرة.

ولتفسير أسباب بعض الصعوبات التي واجهت تدخلات رجال المطافئ، أكد قروق على أنه من الأفضل أن تكون الغابات مهيأة، ويتم إحداث معابر وممرات وسطها تسمح بالولوج إليها في حال اندلاع الحرائق، وإحداث فواهات للمياه قريبة من الغابات تسهيلا لعملية إطفاء الحرائق، حتى لا يضطر رجال المطافىء لنقل المياه، لأنها تعرقل تدخلاتهم لإخماد الحرائق. بالإضافة إلى أن تهييء الطرق والممرات والولوجيات يعد حاجزا أمام انتشار الحرائق داخل الغابة بسرعة، وبناء عليه فإن هذه العملية، يوضح خبير المناخ يجب أن تتأهب لها إدارة المياه والغابات وتمنع تراكم الحشائش وبقاياها  قبل أن تقع الحرائق.

ونبه أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء، أنه في حال إذا تصادفت الحرارة المفرطة مع الرياح تكون الكارثة العظمى، لأنها أكبر وقود للحرائق وتعرقل تدخل رجال المطافىء ومقاومة الحرائق.

وقال المتحدث في تصريحه نحن نعلم أن رياح الشرقي في الشمال تكون قوية، وفي حال تلاءمت مع حريق ما، فإنها تعمل على الزيادة في اندلاعه، ولا تسمح بإخماده وهذه صعوبات يجب أن نكون واعين بها، متأهبين إليها ومؤهلين لها.

وأوضح قروق، أن حرائق الغابات تعد أمرا طبيعيا في جميع أنحاء العالم، ولكن وجب الاعتناء بهذه الأخيرة لكي لا تندلع الحرائق بها، وفي حال اندلاعها تكون هناك مراقبة مضبوطة واستباقية، ولذلك يعتبر فصل الصيف حسب الخبير قروق، من الفترات الأساسية في تطور الغابات بسبب الحرائق، وهي شيء عادي تحصل من حين لآخر، لكي تتجدد الغابة. ولذلك فإن المتخصصين يعرفون جيدا أنه عندما ترتفع الحرارة يمكن أن تندلع الحرائق في أية لحظة يضيف قروق.

 

 

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي