قال مولاي الحسن أحبيض، رئيس جامعة القاضي عياض، إن الجامعة بكل مكوناتها تدرك ضرورة انخراطها في الدفاع بالعلم والقانون عن مغربية الصحراء بشكل رسمي وموازي للدبلوماسية الملكية والرسمية، خاصة وأن شريحة المنتظم الدولي المقر بالمقترح المغربي -الحكم الذاتي- لجديته ومصداقيته، تتسع يوما فيوما في إفريقيا وفي أمريكا اللاتينية وغيرها من بقاع العالم.
وأكد أحبيض خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات النسخة الأولى من حفل توزيع الجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول ديناميات المجالات الصحراوية، الذي احتضنته قاعة الندوات التابعة للجامعة بمدينة مراكش، صباح اليوم السبت، أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس يخوض معارك كبرى لبناء دولة الكرامة والحداثة، من خلال الأوراش الإصلاحية الكبرى التي يقودها جلالته.
واستعرض أحبيض أوجه انخراط وزارة التعليم العالي وجامعة القاضي عياض في دعم القضية الوطنية بوعي وخلفية علمية، وكل ذلك انسجاما مع توجيهات جلالة الملك الاستراتيجية، التي تؤكد الحاجة للترافع الخارجي دعما وتقوية للجبهة الداخلية، في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
وفي هذا لصدد أشار إلى أن إعلان جامعة القاضي عن النسخة الأولى من أول جائزة وطنية تعنى بالدراسات والأبحاث حول ديناميات المجال الصحراوي، والحرص على تتويج الأعمال المتميزة في صنفي الأطروحات والكتب ذات الصلة، أحد أوجه الانخراط الوطني المسؤول للجامعة في دعم وتحفيز كل المشاريع والمبادرات العلمية، التي تعزز مسار إعطاء إشعاع وحيوية أكبر لانخراط الجامعة، إلى جانب باقي الشركاء والمؤسسات العامة والخاصة المحلية والوطنية والدولية، في التعريف برأس المال المادي واللامادي للأقاليم الجنوبية في أفق تثمين مؤهلاتها وتنميتها بما يعود بالنفع على مستوى عيش الساكنة وفقا لتعبيره.
من جهته، اعتبر محمد بنطلحة، رئيس المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، تزامن الذكرى 23 لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين مع تنظيم النسخة الأولى من حفل توزيع الجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول ديناميات المجالات الصحراوية، بالمناسبة العظيمة التي تحتاج إلى التأمل الجماعي لما يطبعها من دلالات ورموز.
وكشف مسؤول المؤسسة البحثية التابعة لجامعة القاضي عياض أن هذه الجائزة الخاصة بالأطروحات والكتب المتميزة في موضوع ديناميات المجال الصحراوي، انسجام مع الرهانات المؤسساتية الرامية إلى مواكبة الجهود الدبلوماسية والتنموية في سياق وصفه بالموسوم بالكثير من المكاسب والتطورات الملموسة والمؤثرة، إيجابا بأقاليمنا الجنوبية إلى جانب اقتناع رئاسة الجامعة بضرورة دعم الأبحاث الأكاديمية ذات الصلة.
واغتنم بنطلحة المناسبة للتعريف بالمشاريع النوعية لمؤسسته البحثية، فإلى جانب الجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث حول ديناميات المجالات الصحراوية، فقد تم إطلاق مكتبة وسائطية افتراضية للتعريف بالأقاليم الجنوبية للمملكة، وتنظيم المؤتمر السنوي حول الصحراء، وإنتاج أشرطة وثائقية تعنى بالإبداع والتعريف بمناطقنا الجنوبية باعتماد اللغة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية، إلى جانب إنتاج دلائل توظف كدعامات بيداغوجية خلال تكوين الفاعلين المحليين حول القضية الترابية الأولى، وإصدار التقرير الاستراتيجي حول الصحراء المغربية، وإبرام اتفاقيات التعاون العلمي الدولي مع جامعات وطنية ودولية، وإرسال وفود علمية إلى الأمم المتحدة وإلى مختلف المحافل الدولية بما فيها إيرلندا والنمسا وإسبانيا.
أما سمير كودار، رئيس مجلس جهة مراكش آسفي، فقد أكد على انخراط المجلس إلى جانب جامعة القاضي عياض، في دعم الأبحاث العلمية مواكبة ورصدا للدينامية التنموية الجارية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي ستشمل جميع المجالات البحثية.
وأوضح كودار أن بلادنا انخرطت في أوراش مفتوحة لتحقيق العدالة المجالية منذ استرجاع الصحراء المغربية بعد المسيرة الخضراء المضفرة، وأن تحقيق هذا الرهان واكبته إجراءات عملية في الميدان من خلال استثمارات عمومية هامة لتحقيق تقارب بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذي كانت له انعكاسات على مستوى تحسين جودة الحياة بالمناطق الجنوبية.
وشدد كودار على أن الجهود الرسمية للدولة جعلت من الأقاليم الجنوبية قطبا اقتصاديا واعدا، خاصة بعد تبني النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية من طرف جلالة الملك والذي خصصت له 47 مليارا، حيث يستند في تنزيله على مبادئ التنمية البشرية الإدماجية، ومشاركة كل الباحثين في إعداد البرامج الجهوية بأقاليمنا الصحراوية، وأخيرا دعم الدولة في كل جهودها وهي مبادئ تجد فلسفتها كلها في ورش الجهوية المتقدمة.