يبدو أن معايير نجاح الأعمال الغنائية تغيرت، من أساليب يُعرف بها العالم الموسيقي منذ القديم، إلى عصر تفوز فيه الأغنية الأكثر ترويجا على محتويات “تيك توك”، فهل سيصبح “تيك توك” أداة لتقييم مدى نجاح الأغاني؟.
شعبية كبيرة وراء تطبيق حديث الولادة، فعمره لا يتجاوز 5 سنوات، إلا أنه بات يلعب دور البطولة، للتحكم في رتب ما يسمى بـ”الطوندونس الموسيقي”، وأصبح ذاك المسؤول على ترسيخ مقطع من أغنية ما في الأذهان، لتصبح الأكثر تداولا بين الفيديوهات وعلى محرك البحث، ومن هنا تصبح الأنجح خلال الموسم.
بعد زمن الجلوس لسماع أغنية مهما طالت مدتها، وإعطاء لكل كلمة حقها، أصبح “تيك توك” يقدم الموسيقى كـ”الفاست فود”، ويجعل المستمع يكتفي بقطعة صغيرة من الأغنية، فيظل يرددها طوال الوقت دون وعيه، إلا أن هذا لا يدوم طويلا.
معظم الأغاني الناجحة عالميا لم تلفت انتباه المستمع، لكن يحدث العكس عند العودة إليها بعد استخدامها في فيديوهات “تيك توك”، فمثلا أغنية “نوانتيتي” التي صدرت عام 2019 لم تحظ بالأهمية المطلوبة، إلا أنها أصبحت أنجح أغنية بوب في تاريخ القارة الأفريقية على الإطلاق بعد استخدامها في أكثر من 8 ملايين مقطع فيديو على “تيك توك”، وما يقارب 80 مليون مشاهدة على “اليوتيوب”.
معظم الأشخاص يجهلون أن الأغنية الأمريكية الشهيرة “رائد الفضاء في المحيط” للأسترالي “ماسكد وولف” تم إصدارها عام 2019 على يد شركة أسترالية صغيرة، إلا أنها اعتلت عالم الشهرة عام 2021 في فترة الحجر الصحي عن طريق استخدامها في أزيد من 18 مليون مقطع فيديو على «تيك توك»، وأصبحت ضمن قائمة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما لأفضل الأغاني الصيفية.
ولم يساهم “تيك توك” فقط في إنجاح الأغاني الجديدة فقط، بل القديمة أيضا بالعودة إليها واستخدامها بالصورة المطلوبة، كالأغنية المغربية الشعبية للراحلة الحاجة الحمداوية “هي هي” التي تم استخدامها على شكل “تشالنج” بين الفئة الشابة، وأغنية خربوشة التي عاد بها بنات “تيك توك” مع اللباس التقليدي وأكسسوار وماكياج مغربي.