خلفيات عدم مشاركة حماس في التصدي للعدوان الإسرائيلي على غزة

14 أغسطس 2022 - 14:30

استغرب المتتبعون للقضية الفلسطينية والمتعاطفون معها، عدم مشاركة حركة المقاومة الإسلامية/حماس، في التصدي للعدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة.
فبالرغم من أنها هي التي بدأت الهجوم على القطاع، واستمرت حملتها العسكرية ثلاثة أيام، وأسفرت عن مصرع 43 شهيدا فلسطينيا، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة منهم أطفال، فـ »حماس » لم تحرك صواريخها. عكس حركة الجهاد الإسلامي التي دافعت عن القطاع وقدمت شهداء.
واستغل صانعو الرأي بإسرائيل، وخارجها الأمر، للدفع نحو خلق التفرقة بين الحركتين.
حتى أن مسؤولين إسرائيليين صرحوا أن الحرب مع الجهاد، وليست مع حماس.
ونوه « رونين بار » رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، بما اعتبره نجاحا في « استراتيجية الفصل بين الحركتين ». وفي السياق نفسه طالب المجلس الوزاري الإسرائيلي، المصغر للشؤون السياسية والأمنية في اجتماع له، بالحفاظ على هذا الفصل.
وردا على هذا الهجوم النفسي الذي يرمي لتفكيك وحدة الإخوة بفلسطين وتشتيت انتباههم، قال »زياد النخالة » الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في تصريحات صحفية، إن « حركته تحرص على الوحدة الوطنية ». وأشار إلى أن « حركة حماس لم تتدخل عسكريا في المعركة الأخيرة مع الاحتلال »، لكنها « وفرت بيئة مناسبة لعمل المقاومة ». وقال أيضا « إننا والإخوة في حماس وكافة قوى المقاومة في تحالف مستمر. وإن العدو لن يستطيع أن يفرق بين قوى المقاومة الفلسطينية ».
ومع كل هذه التصريحات يسود وسط أنصار القضية الفلسطينية تخوف كبير من أن يتسبب قرار حماس في قطع أواصر العلاقة بينها، وباقي حركات المقاومة، مما تغذيه عملية التحرش الواسعة التي يقودها أعداء المقاومة.
لكن السؤال، لِمَ قررت حماس عدم المشاركة في الحرب ضد عدو، شن هجوما كاسحا بقطاع تحت حكمها، وخلف ضحايا في الأرواح!؟
فهل حماس لم تعد معنية بالحرب يتساءل محللون؟ أم أنها ترى من مصلحة قطاع غزة تأخير هذه الحرب في الظروف الحالية، والاهتمام فقط ببناء الدولة وتقوية التنظيم؟ يقول آخرون.
فحماس بعد مشاركتها السياسية، حيث منحها « الشعب » الأغلبية في الانتخابات، وبوأها الحكم، فطبيعي أن تراعي مصلحة المواطنين الذين وضعوا فيها ثقتهم، بأن تجنبهم التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للحرب، حسب محللين.
ومن جهة أخرى يرى مقربون من حماس أنها تقوم بدعم غير مباشر للفصائل الفلسطينية باعتبارها الحاضن المركزي للمقاومة. وليس من الضروري الكشف عن كل مخططاتها الداعمة للقضية. خاصة أنها راكمت تجربة كبيرة في مواجهة العدو، وليس من شيمها أن تبخل بما من شأنه أن يحقق النصر للفلسطينيين.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي