كشفت مؤشرات رقمية تتعلق بالوضعية المائية بالمغرب، التراجع المستمر للحصة المائية المتاحة للفرد، مما يؤشر على دخول المملكة بشكل عام مرحلة تتسم بالصعوبة.
وفي هذا الصدد، كشف مدير العمليات بشركة « أمانديس » رشيد العماري، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، على هامش لقاء تواصلي نظم بمدينة تطوان حول « الإشكاليات المرتبطة بندرة المياه على مستوى إقليمي تطوان والمضيق-الفنيدق »، جمع مسؤولي الشركة المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل وجمعيات المجتمع المدني، أنه على الرغم من المبادرات والجهود المبذولة لمواجهة آثار الجفاف، لازالت الوضعية الراهنة « صعبة ومقلقة « ، كما أصبح الإجهاد المائي واقعا ويشكل ظاهرة بنيوية وهيكلية تستلزم الانخراط المسؤول لجميع الفاعلين من أجل اتخاذ إجراءات استثنائية وعملية على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
وأضاف العماري، أن الحصة المائية المتاحة للفرد في انخفاض مستمر، حيث انتقلت من حوالي 2500 مترٍ مكعبٍ للفرد سنة 1960 إلى 1000 مترٍ مكعبٍ سنة 2000، وحاليا هي في حدود 600 مترٍ مكعبٍ، وإذا استمر الوضع على ماهو عليه سنصل إلى عتبة 500 متر مكعب للفرد، معتبرا أن هذا المعطى يؤشر على الدخول فعليا في « مرحلة أزمة الموارد المائية « .
وقال المسؤول ذاته، إنه وبالنظر إلى كون مؤسسته المعنية فاعل في مجال الخدمات العمومية للماء والتطهير وتماشيا مع المجهود الوطني لمكافحة الإجهاد المائي، فقد قامت بوضع مخطط عمل مفصل يهدف إلى تدبير ندرة الماء في المجال الترابي للتسيير المفوض، يروم تحسين مردودية شبكة الماء، وذلك عن طريق رفع القدرة على البحث عن التسربات من خلال تعزيز الفرق المخصصة لهذه العملية، مع استعمال تقنيات ناجعة ومبتكرة، هذا إلى جانب تسريع وتيرة تجديد القنوات.
أما فيما يخص تدوير المياه العادمة، أكد المسؤول ذاته، أن الشركة عملت على تنفيذ مخطط يروم إعادة استعمال المياه العادمة بديلا للاستعمال السابق لمياه الشرب لسقي المساحات الخضراء، بالإضافة إلى بعض المرافق السياحية والرياضية، إذ تمت هذه السنة بلورة مشروع توسيع شبكة ترتبط بالمساحات الخضراء بتطوان، وقد تحقق هذا المشروع في وقت وجيز لم يتجاوز الشهرين، بما في ذلك إنجاز الدراسات والإعلان عن الصفقات وإنجاز الأشغال.
وشدد العماري، على أن مؤسسته وضعت منظومة تحسيسية لتحفيز مختلف فئات الزبناء للتعامل العقلاني مع الموارد المائية وتجنب الاستهلاك المفرط، عبر الاعتماد على مختلف وسائل التواصل، وبث رسائل تحسيسية ومقاطع فيديو توعوية عبر الشاشات المثبتة بمختلف وكالات الشركة، وإدراج رسائل وإشارات بيئية على فواتير الاستهلاك في شكل نصائح حول الطرق السليمة لاستخدام الماء، وتنظيم حملات دورية عبر الرسائل القصيرة SMS والبريد الإلكتروني، إضافة إلى إطلاق برنامج تحسيسي لفائدة تلاميذ المؤسسات العمومية.