العديد من الشخصيات الأمنية حضرت الثلاثاء، جنازة عبد الحق الخيام، أحد أبرز الوجوه الأمنية في السنوات الأخيرة. ووسط أجواء من التأثر وحضور جماهير من المواطنين بمقبرة الشهداء، بالدار البيضاء، ووري جثمانه الثرى وسط أجواء من الحزن، ونعت المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والي الأمن عبد الحق الخيام، المدير السابق للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي توفي فجر الثلاثاء بمدينة الدار البيضاء، عن عمر يناهز 64 عاما. فمن هو عبد الحق الخيام؟
ابن مدينة الدار البيضاء ومحب لفريق الرجاء البيضاوي، بنى الخيام مساره داخل أجهزة الأمن. عمل الراحل بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، بمصالح الشرطة القضائية بعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، قبل أن يتولى رئاسة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حيث قضى بها فترة طويلة من حياته المهنية.
في سنة 2015، وفي إطار الترقية الداخلية السنوية، كان إسم الراحل ضمن لائحة المسؤولين الأمنيين الذين تمت ترقيتهم إلى رتبة والي أمن.
وعند إحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015، حظي الراحل بشغل منصب إدارة هذا الجهاز الأمني الجديد الذي جعل من الراحل طيلة الخمس سنوات التي قضاها على رأسه واحدا من أبرز رموز مكافحة الإرهاب بالمغرب، ومن المسؤولين الأمنيين المعتمد عليهم في مجال التعاون الأمني الذي يربط المغرب بالدول الأوربية.
في سنة 2020 سيتم إعفاء الراحل من المنصب المذكور، وتعيين خلفٍ له نائبه الشرقاوي حبوب، ورجحت مصادر حينها أن هذا الإعفاء لا يرتبط بأي قرار تأديبي بقدر ما يتعلق بتجديد دماء جهاز أمني يقوم بدور مهم في مكافحة الإرهاب.
كان الراحل يتواصل بشكل جيد مع الصحافة، وربط علاقة صداقة مع عدد من الصحافيين. الصحافية في القناة الثانية، مريم الرايسي، كتبت على حسابها في “فايسبوك” بتأثر “مات صديقي… منذ 2016 في أول فرصة مهنية جمعتني بك أيها الغالي، كنت دائما حريصا على تقديم النصيحة بكل حب والثناء والاهتمام بكل ما أنجزه من تقارير حتى تلك الأفكار والاستنتاجات التي كنت تتقاسمها معي بكل ثقة لتنور عقلي”.
ظل الراحل يشغل منصب مستشار لدى المدير العام للمديرية العامة للأمْن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، قبل أن يتسلل المرض إليه، وظل يتلقى العلاج إلى أن وافته المنية فجر الثلاثاء.