الكلاب الضالة تغزو سلا والرباط (فيديو)

27 أغسطس 2022 - 18:00

لم يبق من السوق المُؤقت بأحد أحياء مدينة سلا بعد رحيل تجاره إلى مكان آخر سوى عشرات الكلاب الضالة التي تتجول وسط الأتربة وأكوام هنا وهناك من بقايا مواد البناء التي تم بها تشييد محلات تجارية تم هدمها ليتحول المكان إلى خربة كبيرة مهجورة.

الكلاب لا تغادر مكان ألفت الحصول فيه على طعام وشراب كان يتكلف به، الجزارون وباعة السمك، الذين رحلوا إلى سوق الصالحين.

أحد سكان الحي، الذي كان يحمل ابنته بذراعه اليمنى، اعتبر وجود الكلاب بهذه المنطقة يُشكل خطرا على السكان، سيما عند حُلول الليل حيث يلتقي كلاب السوق المؤقت السابق مع كلاب حراس الليل، الذين يتجولون بشكل جماعي في أنحاء المنطقة، مما يهدد سلامة المارة، مطالبا وهو يشير بسبابة يده اليسرى إلى مكان وجود هذا النوع من الحيوانات السلطات المحلية بإيجاد حل عاجل لهذه المشكلة.

سائق سيارة أجرة، كَشف عن عدة مشاكل قد تتسبب فيها الكلاب الضالة، ومنها حسب السائق الذي قال وهو أمام لوحة قيادة سيارته، “إن هذه الكلاب قد تعترض الطريق مما قد يتسبب في حوادث سير”، مُضيفا بأن ” خروج أحد الكلاب وسط الطريق قد يقلب الطاكسي، خاصهم يديرو معنا شي حل من الكلاب اللي غادين جايين”.

وجود هذه الحيوانات بهذه المنطقة، يتابع سائق الطاكسي حديثه “يقدر الكلب يخلع شي مرا حاملة تكون غادي بها تقدر تطيح بنادم”، مضيفا وهو يلوح بيديه “”خاصهم يديرو معنا شي حل، يقدرو هاد الكلاب يعضو لك ولدك”.

أحد شباب الحي، الذي كان يضع قبعة فوق رأسه بشكل مقلوب، حذر من قتل هذه الحيونات التي تعاني من وجود أمراض مثل “الجربة ولقراد”، وأضاف “شوفو شي جمعية تكلف بهم، هاد الشي اللي تنطالبو من الدولة، خاصهم يتهلاو في الكلاب ياكلو ويشربو”.

في الطريق إلى مقر جماعة سلا كانت تتجول بعض الكلاب في مناطق مختلفة من الشوارع الرئيسية لسلا.

داخل مكتبه في الجماعة أوضح رئيس مقاطعة باب لمريسة، والبرلماني الاستقلالي عبد القادر لكيحل، بأن قتل الكلاب عن طريق رميها بالرصاص كما كان يتم سابقا أصبحت “مقاربة ممنوعة”، مضيفا بأنه حتى مقاربة تجميع هذه الحيوانات ورميها في مكان آخر، أصبح أيضا مقاربة غير أخلاقية.

لكيحل، كشف عن اتفاقية شراكة بين جماعة سلا وجمعية الدفاع عن الحيوانات والطبيعة، من أجل فتح مصحة لتعقيم الكلاب، إلى جانب اتفاقية تتعلق بتخصيب الكلاب في وسط طبيعي، إلا أن لكيحل اعترف بأن نتائج هاتين الاتفاقيتين ستكون بعيدة المدى.

البرلماني الاستقلالي، في مجلس المستشارين، قال إن الجماعة مقيدة بميزانية محدودة، مما يتطلب تنظيم مناظرة وطنية للحفاظ على الحيوانات وسلامة المواطنين، سيما أن الظاهرة تسائل المنظومة التشريعية.

على أطراف حي العكاري بالرباط، يطل مقر جَمعية الدفاع عن الحيوانات والطبيعة، على المحيط الأطلسي، كان أحمد التازي، رئيس الجمعية المعروفة اختصارا بـ”أدان”، يُداعب مجموعة كبيرة من الكلاب التي كانت تعرفه جيدا، ينادي على بعضها فتأتي مسرعة إليه وهي تمسح بظهورها بذلته الزرقاء.

التازي، الشاب المغربي ذو اللحية الشقراء، يقول وهو يمسح بيديه على فرو أحد الكلاب “هذه ليست كلاب ضالة، لأنها عارفة شنو باغية”، مضيفا “فقط ينبغي أن يهتدي المسؤولون لمصلحة هذه الحيوانات ومصلحة السكان”.

رئيس جمعية “أدان”، يقول “بدون تدبير مُعَلقن سيتم الوقوع في مشاكل مؤسفة”، مواصلا حديثه وهو ينظر بعينين لا تخفي تعبهما نظارات طبية إلى كلاب على مسافة منه، “الجمعية تعقد أملها على تنزيل مشروع ريادي تؤطره اتفافية إطار جاءت بعد تعليمات ملكية من الملك محمد السادس، الله ينصرو، بين وزارتي الداخلية والصحة والأونسا وهيئة البياطرة”.

حديث رئيس جمعية “أدان”، كان حماسيا غير مبال بقطعه من حين لآخر بنباح كلاب يأتي من مكان بعيد بمقر الجمعية، يقول “تجمع الجمعية اتفاقيتا شراكة مع جماعتي سلا والرباط، غير أن الاتفاقية التي تعقد عليها الجمعية أملها هي التي تمت مع ولاية جهة الرباط بمبلغ مالي يقدر بثمانية ملايين درهم، من شأنها إيجاد حل لهذه المشكلة، سيتم بموجبها نقل مأوى الكلاب الموجود حاليا بالرباط إلى مكان آخر يشتمل على مصحة متخصصة في رعاية هذا النوع من الحيوانات الذي تستقبله الجمعية.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي