سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات في العاصمة الليبية وسط تفاقم الانقسامات السياسية

28 أغسطس 2022 - 05:00

أدت المعارك التي اندلعت الجمعة في العاصمة الليبية طرابلس بين مجموعات مسلحة وتواصلت السبت، إلى سقوط قتلى، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب جديدة في بلد يعيش أصلا حالة من الفوضى في ظل وجود حكومتين متنافستين.

واندلع القتال بأسلحة ثقيلة وخفيفة ليلا في عدد من أحياء المدينة الواقعة في غرب ليبيا، لكن هدوءا نسبيا ساد مساء أمس السبت وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

ونشر عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الليبية في طرابلس مقطع فيديو يظهر فيه وسط حراسه وهو يحيي مقاتلين مؤيدين له.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن تحالفا من المجموعات المسلحة المؤيدة لفتحي باشاغا رئيس الحكومة المنافسة لحكومة طرابلس، عادت أدراجها بعدما كانت متجهة إلى العاصمة من مصراتة الواقعة على بعد مئتي كيلومتر إلى الشرق.

ودارت المعارك على نطاق غير مسبوق منذ فشل محاولة المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، غزو العاصمة عسكريا في يونيو 2020، في ذروة الحرب الأهلية التي أعقبت سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011.

وتضررت ستة مستشفيات جراء القصف بينما لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مناطق القتال، حسبما أفادت وزارة الصحة التي أعلنت حصيلة جديدة من 23 قتيلا و140 جريحا .

وحملت حكومة الدبيبة الحكومة المنافسة مسؤولية الاشتباكات، « بعد أن كانت تخوض مفاوضات لتجنيب العاصمة الدماء »، وفق ما جاء في بيان.

وخلفت الاشتباكات أضرارا جسيمة في قلب العاصمة، حسبما أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لسيارات متفحمة ومبان تحمل آثار الرصاص.

واتهمت حكومة الدبيبة رئيس الحكومة المنافسة فتحي باشاغا، ومقره في مدينة سرت، بتنفيذ « ما أعلنه… من تهديدات باستخدام القوة للعدوان على المدينة ».

ورد المكتب الإعلامي لباشاغا متهما حكومة طرابلس بـ »التشبث (…) بالسلطة » معتبرا أنها « مغتصبة للشرعية ». ونفى ما جاء في بيان حكومة الوحدة بخصوص رفض حكومة باشاغا أي مفاوضات معها.

من جانبه، أكد دبيبة الذي يرأس الحكومة الانتقالية، أنه لن يسلم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

وتصاعد التوتر بين الفصائل المسلحة الموالية للقادة المتنافسين في الأشهر الأخيرة في طرابلس. وفي 22 يوليوز، أودت المعارك بحياة 16 شخصا بينهم مدنيون، وتسببت في جرح نحو خمسين آخرين.

وكتبت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في تغريدة « تشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء الاشتباكات العنيفة في طرابلس »، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى « الوقف الفوري للأعمال العدائية ».

وتعكس هذه الاشتباكات الفوضى التي تغرق فيها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت عن اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام يرأسها عبد الحميد الدبيبة.

 

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي