قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، اليوم السبت، أمام أعضاء اللجنة المركزية للحزب، إنه “من المؤكد أن الخطوة الحمقاء للرئيس التونسي كانت غير مستقلة، وجاءت بضغط واضح من حكام الجزائر، ومن المرجح أيضا بمشاركة أو مباركة جهاتٍ أخرى لا يخدم مصالحَهَا التصاعدُ المطرد لمكانة بلادنا، دوليا وإقليميا”.
ويرى بنعبد الله، أنه “يتعين أن نقرأ الخطوة الرعناء التي أقدم عليها الرئيسُ التونسي، باستقباله رسميا للرئيس المزعوم لجمهورية الوهم، وهي الخطوة التي تمت مواجهتها بالرفض والإدانة، ليس فقط من قبل الشعب المغربي وقواه الحية وكافة مؤسساته، بل أيضا من عدد من البلدان الإفريقية، وحتى من الأوساط التونسية المتعقلة”.
وأضاف المتحدث، “المغرب الكبير، ومنطقة الساحل الإفريقي، والقارة الإفريقية عموماً، ليست أبداً في معزلٍ عن الأطماع الهيمنية، وليست غائبة عن حساباتِ المصالح الاقتصادية للقوى الكبرى، ومنها عددٌ من البلدانُ الأوربية التي لها ماضٍ استعماري في المنطقة، والتي تسعى، بشتى الطرق، إلى الحفاظ على نفوذها التاريخي الذي يتعرض إلى مُزاحمةٍ من قوى كبرى عالمية أخرى”.
وشدد بنعبد الله، على أنه “يتعين أن نفهم التطورات الراهنة لقضية وحدتنا الترابية، والتي حصد المغرب بصددها نجاحاتٍ هامة، تجسدت، بالخصوص، في اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وفي التطور الكبير الحاصل في موقف الجارة إسبانيا، وكذا في موقف ألمانيا، بخصوص قضية وحدتنا الترابية، فضلاً عن التطور الإيجابي في مواقف عدد من البلدان الإفريقية، وغيرها”.
وشدد بنعبد الله، على أنه “أمام هذه الأوضاع القابلة للتغير في كل لحظةٍ وحين، والتي لا نتحكم فيها لوحدنا، فإنَّ حزب التقدم والاشتراكية يؤكد على أنَّ العنصر الأقوى، الذي تمتلكه بلادنا في مواجهتها لكل التحديات، يظل هو ضرورة تمتين الجبهة الداخلية”، مشيرا إلى أن ذلك “يستدعي المضي قدما في توطيد البناء الديمقراطي؛ وفي بناء اقتصادٍ وطني قوي يحقق السيادة والأمن في المجالات الحيوية؛ وكذا في إقرار العدالة الاجتماعية، وضمان استفادة كافة المغاربة من ثمار النمو على قَدَمِ المساواة”.