يبحث ليفربول الإنكليزي وصيف البطل عن انطلاقة جديدة حين يستضيف أياكس أمستردام الهولندي الثلاثاء في مسابقة دوري أبطال أوربا لكرة القدم، فيما يأمل برشلونة الإسباني استعادة اعتباره من بايرن ميونيخ الألماني عندما يحل عليه في المواجهة الأبرز على الإطلاق في دور المجموعات.
وبعد قرابة ثلاثة أشهر من منافسته على رباعية تاريخية، يجد ليفربول نفسه في موقف حرج للغاية، بعدما ازدادت محنه بتلقيه الأربعاء الماضي هزيمة مذلة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى على أرض نابولي الإيطالي 1-4.
وكشفت الهزيمة التي مني بها فريق المدرب الألماني يورغن كلوب على ملعب « دييغو أرماندو مارادونا » حجم المشكلة التي يواجهها « الحمر » في مستهل هذا الموسم.
قال كلوب الاثنين في المؤتمر الصحافي على هامش المباراة ضد أياكس عن لقاء نابولي « لقد شاهدت المباراة عدة مرات وكان فيلم رعب حقيقي »، مضيفا « كانت أسوأ مباراة لعبناها منذ وجودي هنا. منينا بهزائم قاسية، والجميع يتذكر (الهزيمة 7-2) أمام أستون فيلا وغيرها، لكن قدمنا ولو القليل في تلك المباريات. أما في هذه، لا شيء ».
والمسألة لا تتعلق فقط بالخروج خاسرا للمرة الثالثة تواليا من معقل نابولي وحسب، بل أن الفريق قابع في المركز السابع في الدوري الممتاز بعد 6 مراحل.
ولم يشأ كلوب التعمق في تحليل الأزمة التي يمر بها الفريق، قائلا « أحتاج إلى الوقت لكي أقول الأمور الصحيحة، لكن الوضع ليس واضحا الآن 100 في المائة ».
وكانت هزيمة الأربعاء الأكبر لليفربول قاريا منذ الخسارة في الدور الثاني لكأس الأندية الأوربية البطلة أمام منافسه المقبل أياكس 1-5 عام 1966.
ولم يفز فريق كلوب سوى بمباراتين من أصل سبع خاضها هذا الموسم محليا وقاريا في سلسلة تضمنت الخسارة أمام غريمه مانشستر يونايتد 1-2.
ويعاني فريق « الحمر » من مشكلة البداية البطيئة ليس هذا الموسم وحسب بل امتدادا من الموسم الماضي، إذ لم يكن صاحب هدف التقدم سوى مرة واحدة في آخر 14 مباراة في جميع المسابقات.
وقال كلوب في تصريح لشبكة « بي تي سبورت » البريطانية « يبدو أنه يتعين علينا إعادة إنتاج أنفسنا »، أي استعادة ما كان عليه الفريق الموسم الماضي، مضيفا « هناك افتقاد للكثير من الأشياء. الجزء الممتع (ساخرا ) هو أننا بحاجة إلى القيام بذلك في منتصف موسم الدوري الإنكليزي الممتاز وحملة دوري أبطال أوربا ».
وبسبب تأجيل مباريات الدوري الممتاز خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم حدادا على وفاة الملكة إليزابيث الثانية، حصل كلوب على المزيد من الوقت من أجل التحضير للقاء الثلاثاء ضد فريق هجومي بامتياز أعاد إلى الأذهان الأجيال الذهبية لأياكس، آخرها الذي قاد الفريق إلى لقبه الرابع الأخير في المسابقة القارية الأم عام 1995 وإلى نهائي العام الذي تلاه.
ورغم خسارته جهود لاعبين مؤثرين مثل البرازيلي أنتوني والأرجنتيني ليساندرو مارتينيس (مانشستر يونايتد الإنكليزي) وهدافه العاجي سيباستيان هالر (بوروسيا دورتموند الألماني) وراين خرافنبرخ والمغربي نصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني) والحارس الكاميروني أندريه أونانا (إنتر الإيطالي) وحتى مدربه إريك تن هاغ (مانشستر يونايتد)، قدم أياكس بداية رائعة في هذه المجموعة بتسجيله رباعية نظيفة في مرمى رينجرز الذي تأجلت مباراته في هذه الجولة ضد ضيفه نابولي إلى الأربعاء لأسباب تنظيمية مرتبطة بجنازة الملكة إليزابيث.
وفي ظل تألق لاعبين مثل ستيفن بيرخاوس والغاني محمد قدوس والوافد الجديد ستيفن بيرخفين، يقدم أياكس أداء هجوميا رائعا بقيادة مدربه الجديد ألفرد شرويدر مع صلابة دفاعية لافتة، وذلك بتسجيله 22 هدفا في مبارياته الست الأخيرة مقابل تلقيه هدفا وحيدا، ما يشكل تهديدا كبيرا لليفربول الذي يتوجب عليه أيضا التفكير بما ينتظره الأحد في الدوري الممتاز على أرض تشلسي.
ويتوجب على كلوب إيجاد الحلول لهذين الاختبارين، قبل أن يتنفس بعض الصعداء مع التوقف بسبب نافذة المباريات الدولية.
وأقر المدرب الألماني « أننا لا نعمل كفريق. نحن لا نلعب بشكل جيد بما فيه الكفاية. هذا واضح، هذا جلي والجميع يراه. نحن نلعب في أقوى دوري في العالم ولدينا مجموعة قوية في دوري أبطال أوربا، لكن هذه هي المهمة التي علينا التعامل معها ».
وفي المجموعة الثالثة وبعد بداية رائعة للفريقين بفوز بايرن على إنتر الإيطالي في أرض الأخير 2-صفر وبرشلونة على فيكتوريا بلزن التشيكي 5-1 بفضل ثلاثية للاعبه الجديد البولندي روبرت ليفاندوفسكي، تتجه الأنظار إلى « أليانز أرينا » حيث يحل الأخير ضيفا على الفريق الذي توج معه هداف الدوري الألماني ست مرات في المواسم السبعة الماضية.
وستكون المواجهة ثأرية لبرشلونة الذي ودع المسابقة الموسم الماضي من دور المجموعات لأول مرة منذ 2000-2001 لخسارته ذهابا وإيابا أمام العملاق البافاري بنتيجة واحدة صفر-3، وذلك بعدما أذل قبلها بعام على يد النادي البافاري بخروجه من ربع نهائي الذي أقيم بنظام التجمع من مباراة واحدة في البرتغال بسبب فيروس كورونا، بخسارة تاريخية 2-8.
قال توماس مولر صانع ألعاب بايرن الاثنين الذي لعب لسنوات إلى جانب البولندي « يقول لي ساديو (مانيه) منذ عشرة أيام ممازحا ألا أمرر الكرة إلى +ليوي+ ».
أما المدافع الأوروغوياني رونالد أراوخو، زميل ليفاندوفسكي في برشلونة قال « كلنا نعرف ميزات +ليوي+، لقد عانينا منها بما فيه الكفاية لعدة سنوات. الآن هو معنا، وهذا أمر لا يصدق ».
وفي تشيكيا، سيحاول إنتر العودة من ملعب فيكتوريا بلزن بالنقاط الثلاث لأن أي نتيجة غير ذلك ستعقد مهمته في حجز إحدى بطاقتي المجموعة في ظل وجود بايرن وبرشلونة.
وبعد فوزه افتتاحا على مرسيليا الفرنسي بهدفين نظيفين للاعبه الجديد البرازيلي ريشارليسون، يخوض توتنهام الإنكليزي اختبارا صعبا في المجموعة الرابعة حين يحل ضيفا على سبورتينغ البرتغالي الذي اكتسح في مباراته الأولى أينتراخت فرانكفورت الألماني 3-صفر على ملعب الأخير الذي ينتقل الثلاثاء إلى « ستاد فيلودروم » لمواجهة مرسيليا.
وفي المجموعة الثانية، يحل أتلتيكو مدريد الإسباني ضيفا على باير ليفركوزن الألماني بحثا عن فوز ثان بعد الذي حققه افتتاحا على ضيفه بورتو البرتغالي 2-1 في لقاء سجلت أهدافه الثلاثة في الوقت بدل الضائع.