خلف سحب الرئيس الجديد لكينيا وليام روتو لاعتراف بلاده بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة صدمة قوية داخل جبهة “البوليساريو” الانفصالية، خصوصا أن هذا الموقف صدر عن نيروبي وزعيم جبهة “البوليساريو” على أراضيها، حيث كان قد حل بها لحضور مراسيم تنصيب الرئيس الجديد.
وفي السياق ذاته، كشف منتدى فورساتين لداعمي الحكم الذاتي عن تفاصيل تلقي زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إبراهيم غالي لمفاجأة سحب الاعتراف به من قبل كينيا وهو على أرضها، وقال إن غالي أصيب بنوبة إحباط وصدمة بالغة، بعد توصله بالخبر.
وفي التفاصيل، يقول المصدر ذاته، إنه منذ الصباح الباكر تلقى غالي اتصالا من جهة جزائرية، أخبرته بحدوث تطورات غير مفهومة في الموقف الكيني، ولقاء الرئيس بوزير الخارجية المغربي، ليدخل بعدها إبراهيم غالي في عزلة عن محيطه، ولم يستقبل مرافقيه، باستثناء خروجه إليهم للحظات، كان يستشيرهم في إمكانية طلبه من السفارة الجزائرية التعجيل بخروجهم من كينيا، وضمان ذهابهم من العاصمة الكينية قبل الإعلان عن أي قرار قد يحرجهم بعد أقل من 24 ساعة عن الانتصار المزعوم الذي انتشى به ورفاقه.
وبالفعل، فقد خرج غالي ومرافقوه من كينيا قبل ما يقارب الساعة من الإعلان رسميا عن الموقف الرسمي الكيني الجديد من قضية الصحراء المغربية، وأعلنت الجبهة رسميا عن مغادرة غالي لنيروبي.
وقررت جمهورية كينيا العدول عن اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في نيروبي، إثر الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الرئيس الجديد لجمهورية كينيا، وليام روتو والتي نقلها إليه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة.
وأفاد بيان مشترك أورد الموقع الإلكتروني لقصر رئاسة جمهورية كينيا فقرات منه، بأنه”على إثر تسليم رسالة من جلالة الملك إلى الرئيس الكيني”، اليوم الأربعاء، فإن “جمهورية كينيا قررت العدول عن اعترافها بالجمهورية الصحراوية المزعومة والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في البلاد”.
وأوضح البيان المشترك أنه “احتراما لمبدأ الوحدة الترابية وعدم التدخل، تقدم كينيا دعمها التام لمخطط الحكم الذاتي الجاد وذي المصداقية الذي اقترحته المملكة المغربية، باعتباره حلا وحيدا يقوم على الوحدة الترابية للمغرب” من أجل تسوية هذا النزاع. وأضاف المصدر ذاته، أن “كينيا تدعم إطار الأمم المتحدة كآلية حصرية من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم ومستدام للنزاع حول قضية الصحراء”، ما يشير إلى دعم للموقف المغربي داخل أروقة الاتحاد الإفريقي.
وفي رسالته، هنأ الملك محمد السادس وليام ساموي روتو على انتخابه كخامس رئيس لجمهورية كينيا، مشيدا بالاستكمال الناجح للانتخابات الديمقراطية في البلاد في غشت 2022، مؤكدا أن هذه الاستحقاقات ترسخ مكانة كينيا كدولة رائدة في مجال الديمقراطية على صعيد القارة.
كما نوه الملك بتعهد الرئيس الكيني بتعزيز وتعميق العلاقات الثنائية القائمة بين بلاده ومختلف دول إفريقيا وغيرها. من جانبه، “أعرب وليام روتو عن إرادته والتزامه بالعمل مع جلالة الملك من أجل توطيد العلاقات بين البلدين، مشيدا بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل النهوض بسياسات التسامح والتوافق على صعيد المنطقة المغاربية، وكذا مساهمته في تحقيق السلام والأمن العالميين.”
وأشار البيان إلى أن البلدين التزما بالارتقاء بعلاقاتهما الدبلوماسية الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية في الأشهر الستة المقبلة، مضيفا أن جمهورية كينيا تعهدت بفتح سفارتها بالرباط.
كما تم الاتفاق على التسريع الفوري للعلاقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية بين البلدين، ولا سيما في مجالات الصيد البحري والفلاحة والأمن الغذائي (استيراد الأسمدة).
ويتعلق الأمر أيضا بمجالات الصحة والسياحة والطاقات المتجددة والتعاون في المجال الأمني، فضلا عن التبادل الثقافي والديني وبين الأفراد.