مسؤولون ونشطاء من الصحراء وإسبانيا وموريتانيا يحللون آفاق الحل السياسي للنزاع

24 سبتمبر 2022 - 13:00

نظمت حركه « صحراويون من أجل السلام » ندوة دولية تعنى بالحوار الصحراوي « ملگى أهل الصحراء »، احتضنتها مدينة لاسبالماس بجزر الكناري الإسبانية، واختتمت أمس.

وإلى جانب شيوخ قبائل الصحراء، شارك في الندوة التي حظيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، نشطاء المجتمع المدني الصحراوي، أكاديميون، وممثلون عن مختلف الفعاليات السياسية، إلى جانب وفود أحزاب وشخصيات أجنبية وازنة من إسبانيا وموريتانيا، كان في مقدمتهم كل من رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس سباتيرو، ووزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني الأسبق، خوسي بونو.

السكرتير الأول لـ »صحراويون من أجل السلام »، حاج أحمد باريكالا دعا في تصريحاته لوسائل الإعلام إلى ضرورة « خلق مساحات الحوار الجاد حول النزاع، بإدماج فاعلين جدد مثل شيوخ القبائل الصحراوية، حركة صحراويون من أجل السلام نفسها وبقية التيارات السياسية الأخرى، لأجل الخروج من الحلقة المفرغة، وتجاوز حالة الجمود في المسار الأممي ».

« الحكم الذاتي يشكل قاعدة انطلاق للبحث عن الحل الوسط »، يوضح حاج أحمد، داعيا إلى تعزيز الثقة في دور الأمم المتحدة بـ »اعتبارها العمود الفقري للحل المتسم بالواقعية والعقلانية »، مضيفا: « علينا أن ندعم المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، وأن نطلب منه مضاعفة جهود الأمم المتحدة لفرض احترام وقف إطلاق النار لمنع وقوع المزيد من الضحايا ».

وزير الدفاع ورئيس البرلمان الإسباني الأسبق خوسي بونو، أشاد في مداخلته بمبادرة الحكم الذاتي، مؤكدا أنها الحل الأمثل للنزاع، ليعتبر أنها تساهم في تطويق التداعيات الإنسانية للنزاع، سيما معاناة قاطني مخيمات تيندوف، منوها بمسؤوليات الفاعلين المدنيين في تجاوز الطروحات الانفصالية الراديكالية التي تعرقل التوصل للحل السياسي.

المشاركون في الندوة الذين قدموا من الساقية الحمراء، وادي الذهب، وبقية امتدادات المجتمع الصحراوي في وادنون، إلى جانب ممثلي الجالية الصحراوية ببلدان أوربا، فضلا عن نشطاء من مخيمات تيندوف، وتداولوا حول « تداعيات استمرار النزاع المأساوية »، كما حذروا من آثاره السلبية، ليؤكدوا على « ضرورة التوصل للحل السلمي الكفيل بإنهاء المعاناة وتحقيق كرامة وازدهار الصحراويين ».

زهاء 20 شيخ قبيلة يمثلون مختلف المكونات الاجتماعية الصحراوية حضروا أشغال الندوة، أثاروا تجربة المؤسسة التقليدية، ونوهوا بأدوارها السياسية « في ظل سعي البوليساريو الحثيث لتهميش السكان الأصليين، والسطو على تمثيليتهم خارج صناديق الاقتراع ».

من جهتهم، قدم نشطاء المجتمع المدني الصحراوي قراءات مختلفة للواقع السياسي القائم في المنطقة، حيث نوه المشاركون في مداخلاتهم بتجربة حركة صحراويون من أجل السلام التي « أسهمت في تحريك مياه النزاع الراكدة »، كما أشادوا بالموقف الإسباني الأخير من قضية النزاع الذي اعتبروا أنه سيسهم في دعم جهود المجتمع الدولي الرامية إلى طي ملف النزاع.

موضوع التداعيات الأمنية للنزاع على بلدان ضفة المتوسط الشمالية، كان حاضرا في مداخلات الضيوف الإسبان ومبعوثي بعض الأحزاب والقوى السياسية الموريتانية الوازنة الذين شاركوا في الجلسة الافتتاحية لندوة « ملگى أهل الصحراء »، حيث تطرق المتدخلون إلى انعكاس خطاب التصعيد والتوتر على أمن واستقرار الجوار الإقليمي، محذرين من مغبة تضييع فرص التوصل للحل السياسي الذي سيساهم في تحقيق فرص تنموية هائلة لكافة بلدان المنطقة.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي