الاحتجاجات في إيران مستمرة رغم حملة القمع... وعقوبات غربية تطال آلاف المسؤولين

10 أكتوبر 2022 - 20:45

تواصلت حركة الاحتجاج، اليوم الإثنين، في مناطق إيرانية عدة على الرغم من القمع القاسي للتظاهرات التي أشعلها مقتل مهسا أميني قبل حوالى أربعة أسابيع، مع اعتصامات طالبية وإضرابات عمالية.

بعد الولايات المتحدة وكندا، أعلنت المملكة المتحدة الإثنين فرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين وشرطة الأخلاق المتهمة بأنها مسؤولة عن مقتل الشابة الإيرانية الكردية البالغة من العمر 22 عاما.

بحسب لقطات نشرتها الإثنين منظمة حقوق الإنسان الإيرانية غير الحكومية ومقرها أوسلو، نظم طلاب من جامعة جيلان في شمال البلاد ومن مدرسة مهاباد للبنات اعتصامات، حيث خلعت طالبات الحجاب احتجاجا.

وفي طهران، تجمعت حشود أمام جامعة البوليتكنيك الإثنين للتنديد بـ »الفقر والفساد » في إيران مرددين « الموت للدكتاتورية ».

وإيران مسرح لاحتجاجات منذ وفاة مهسا أميني في 16 شتنبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لانتهاكها قواعد اللباس في الجمهورية الإسلامية.

أفادت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية عن 95 حالة وفاة على الأقل في حملة قمع المتظاهرين منذ 16 شتنبر. وبحسب آخر حصيلة إيرانية، قتل العشرات بالإضافة إلى 18 من عناصر قوات الأمن.

الأحد رفع طلاب في جامعة آزاد في طهران أيديهم المغطاة بطلاء أحمر للتنديد بقمع الاحتجاجات، وفقا لمقطع فيديو نشر على « تويتر » وتحققت منه وكالة فرانس برس.

ووفقا لمنظمة « مركز حقوق الإنسان في إيران » غير الحكومية ومقرها في نيويورك نظمت تجمعات في جامعات أخرى مثل جامعة أمير كبير في طهران.

وانضم الإثنين إلى حركة الاحتجاج عمال في القطاع الصناعي. وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلام ناطقة بالفارسية ومقرها خارج إيران عمالا يحرقون إطارات أمام مصنع عسلوية للبتروكيماويات في جنوب شرق البلاد.

بحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، نظمت إضرابات أخرى في مصانع في آبادان (غرب) وكنجان (جنوب).

وتؤكد السلطات أن التظاهرات « أعمال شغب » وتتهم دولا أجنبية بتأجيجها لا سيما الولايات المتحدة، العدو اللدود للنظام الإيراني.

والإثنين أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن من واجب الحكومة « ضمان أمن الأمة ولا يمكنها التزام الصمت تجاه الاضطرابات ».

في سنندج عاصمة إقليم كردستان، المنطقة التي تنتمي إليها مهسا أميني استخدمت قوات الأمن مساء الأحد « أسلحة ثقيلة »، كما قالت منظمة هينغاو غير الحكومية لحقوق الإنسان.

وأضافت المنظمة غير الحكومية نقلا عن معلومات لم يتسن التحقق منها على الفور من مصدر مستقل أنها « قصفت » المناطق السكنية واستخدمت « الرشاشات » في هذه المدينة التي تشهد بعض أكبر التظاهرات.

كذلك، استمرت التجمعات تضامنا مع حركة الاحتجاج في الخارج، كما حدث الأحد في باريس.

وبحسب منظمات غير حكومية فقد أعتقلت السلطات الإيرانية صحافيين ونشطاء وفنانين منذ بداية التحرك.

والإثنين حجزت السلطات الإيرانية جواز سفر لاعب كرة القدم السابق علي دائي، أحد أبرز الأسماء في تاريخ المنتخب الوطني، وذلك لدى عودته من الخارج، على خلفية انتقاده تعاملها مع الاحتجاجات، وفق تقارير إعلامية. لكنها أعادته إليه في وقت لاحق.

وكان اللاعب دعا السلطات إلى « معالجة مشاكل الشعب الإيراني بدلا من اللجوء إلى القمع والعنف والاعتقالات ».

كذلك صودر جوازا سفر المطرب هميون شجريان وزوجته الممثلة سحر دولاتشاهي والمخرج مهران موديري بحسب وكالة الأنباء العمالية الإيرانية.

قالت السلطات الإيرانية الجمعة، إن مهسا أميني توفيت بسبب المرض وليس نتيجة « الضرب » بحسب تقرير طبي.

ورفض والد الشابة أمجد أميني التقرير قائلا، إن ابنته كانت بصحة جيدة قبل اعتقالها. أكد نشطاء ومنظمات غير حكومية أنها أصيبت في الرأس أثناء احتجازها.

في مواجهة القمع المستمر، أعلنت المملكة المتحدة الإثنين فرض عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية والمسؤولين السياسيين والأمنيين في النظام.

تأتي هذه العقوبات في أعقاب تلك التي فرضتها الولايات المتحدة وكندا ضد كبار المسؤولين في نظام طهران.

في الاتحاد الأوربي، دعا البرلمان الأوربي بروكسل إلى فرض عقوبات أيضا. وستطرح المسألة على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول السبع والعشرين المقرر عقده في 17 أكتوبر.

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي