حذر البابا فرنسيس من صراع « الكتل المتعارضة » التي تضع العالم « على حافة الهاوية في توازن هش »، في إشارة منه إلى الصراع الجاري بين الغرب وأمريكا تجاه روسيا بسبب حربها على اوكرانيا، قائلا: « ما زلنا نجد أنفسنا على حافة الهاوية في توازن هش ولا نريد أن نغرق »، قبل أن يندد بما وصفه بـ »الفجوة بين الشمال والجنوب » الآخذة في « النمو بثبات وبصورة مأساوية ».
وقال البابا في كلمة ألقاها في ملتقى البحرين للحوار « الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني »، الذي يحضره قرابة مئتي شخصية من رجال دين ومسؤولين من منطقة الشرق الأوسط، وبحضور العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة وشيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، إن « عددا قليلا » من أصحاب النفوذ يخوضون صراعا من أجل « المصالح الخاصة، يحيون اللغات القديمة ويعيدون رسم مناطق النفوذ والكتل المتعارضة ».
وأضاف « للأسف الشرق والغرب يشبهان بصورة متزايدة بحرين متخاصمين، لكن نحن هنا معا لأننا عازمون على الإبحار في البحر نفسه واختيارنا هو طريق اللقاء بدلا من طريق المواجهة، وطريق الحوار الذي يشير إليه هذا المنتدى ».
وجدد البابا انتقاده للنزاعات التي تغزو العالم واللجوء الى لغة السلاح والتهديد باستخدام السلاح النووي، على وقع الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يدينه بشدة. وقال « يبدو أننا نشاهد سيناريو مأساويا .. بدلا من أن نعتني ونهتم بالكل، نلعب بالنار وبالصواريخ والقذائف وبأسلحة تسبب البكاء والموت ونغطي البيت المشترك بالرماد والكراهية ».
وقال البابا الذي حضر الى المنصة الرسمية على كرسي متنقل بسبب آلام الركبة التي يعاني منها وباتت تعيق مؤخرا قدرته على التنقل، إن « ظهور الصراعات يجب ألا يجعلنا نغفل عن المآسي الكامنة في الإنسانية مثل كارثة عدم المساواة.. وكارثة تغير المناخ ».
وجدد الحبر الأعظم دعواته الى تعزيز التعليم والاستثمار فيه لانه « حيث تنقص فرص التعليم يزداد التطرف وتتجذر الأصولية ».
وكان البابا بدأ أمس الخميس زيارة هي الأولى لحبر أعظم الى المملكة الخليجية، في إطار مشاركته في ملتقى البحرين للحوار « الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني »، الذي يحضره قرابة مئتي شخصية من رجال دين ومسؤولين من منطقة الشرق الأوسط.