يواجه المنتخب الوطني المغربي نظيره الفرنسي، الأربعاء، بداية من الساعة الثامنة مساء، على أرضية ملعب البيت، بمدينة الخور القطرية، لحساب نهائي كأس العالم قطر 2022.
ويطمح أسود الأطلس إلى تجاوز فرنسا للعبور إلى النهائي الأول في تاريخ الكرة المغربية والإفريقية والعربية، ومواصلة بذلك كتابة التاريخ، بعدما بدأوا في كتابته جراء التواجد في المربع الذهبي، وتحقيق انتصارات تاريخية على حساب بلجيكا في دور المجموعات، وإسبانيا في الثمن، والبرتغال في دور الثمانية.
وسيكون وليد الركراكي أمام مباراة صعبة، في ظل الإصابات المتواجدة حاليا في صفوف المنتخب الوطني المغربي، حيث من المتوقع غياب نايف أكرد للإصابة، بعد غيابه عن الحصة التدريبية الأخيرة، فيما تحوم الشكوك حول مشاركة غانم سايس ونصير مزراوي، في انتظار الكشف عن التشكيل الرسمي من قبل الناخب الوطني.
الركراكي والتتويج باللقب
أكد الناخب الوطني وليد الركراكي، أن المنتخب الوطني المغربي، سيلعب بطريقته في المباراة ضد فرنسا، مشيرا إلى أن الاستحواذ لا يعني شيئا طالما لا تخلق فرصا كثيرة في المباراة.
وأضاف مدرب المنتخب الوطني المغربي، أنه كان كذلك مهووسا بالاستحواذ، لكن الواقع أنه لا يعني شيئا، مؤكدا أن أسود الأطلس سيلعبون بطريقتهم، وإن تركت لهم فرنسا الكرة سيحتفظون بها، وإن لم تفعل سينتظرونها في منطقتهم.
وتابع وليد الركراكي، أن بعض الأوربيين استفزتهم طريقة لعب المنتخب المغربي، كونهم يريدون دائما أن تلعب المنتخبات الإفريقية بطريقة استعراضية واحتفالية، وبعد ذلك يقومون بمواساتها حينما تخسر، مؤكدا أنه جاء لقطر للفوز وليس للاستعراض.
وواصل المتحدث نفسه، أنه لا يميز بين لاعبي المنتخب الوطني المغربي، كونه لا يقوم بنظام “الكوطا” حينما يختار اللاعبين، مشيرا إلى أن هناك لاعبين مثل عطية الله وجبران بإمكانهم اللعب في أوربا، وداري كذلك الذي مر بفترات صعبة مع فريقه بريست.
واعتبر الركراكي، أن هدفه هو إيصال إفريقيا إلى نهائي كأس العالم، فيما يبقى الحلم هو التتويج باللقب، موضحا أنه يريد مواصلة خلق المفاجأة كما فعلها رفقة لاعبيه في المباريات السابقة، ومؤكدا أن المغرب سيواجه بطل العالم، وفي الأول والأخير هي مجرد مباراة كرة القدم، والأفضل سيفوز، وإن انتصر الفرنسيون سيتم التصفيق لهم، وإن تأهل المغرب سيقومون هم بتشجيعنا.
وواصل الركراكي حديثه، بالإشارة إلى أن اللاعبين يمثلون المغرب وهويته على أرضية الملعب وخارجه، ثم إفريقيا والعرب، مضيفا أنه من الجميل القيام بإلهام دول وشعوب أخرى، مؤكدا أن المنتخب المغربي لا زال متعطشا للانتصار وليس متعبا، وقال “لا يجب أن تكون متعبا وأنت في نصف نهائي كأس العالم”.
وأكد وليد، أنه لن يجعل المباراة سهلة على فرنسا، لأن المغرب يسعى لتشريف القارة الإفريقية، ولدى المنتخب أفضل الجماهير في العالم، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك توجيهات خاصة لأشرف حكيمي من أجل مراقبة كيليان مبابي، لأنهما يعرفان بعضهما البعض جيدا كونهما في فريق واحد.
وأوضح المتحدث نفسه، أن المنتخب المغربي سيركز على الفريق الفرنسي ككل، وليس مبابي لوحده، وما يهم هو ما يجب فعله وكيفية خلق المشاكل للمنتخب الفرنسي، مشيرا إلى أن أسود الأطلس يسعون إلى الذهاب لآخر نقطة في كأس العالم، متمنيا ألا يحترمه المنتخب الفرنسي كما فعلت المنتخبات الأخرى، كونه إن فعل ذلك ومع مستواه الكبير سيكون من الصعب التفوق عليه.
وختم وليد الركراكي تصريحاته، بالإشارة إلى أنه بخصوص الإصابات، سينتظر قرار الطاقم الطبي، وغدا سيقوم بإشراك الأكثر جاهزية أمام فرنسا، علما أن المنتخب يعرف العديد من الإصابات، على غرار العميد غانم سايس حكيم زياش نصير مزراوي ونايف أكرد.
المواجهة مع فرنسا
يلتقي المنتخبان الفرنسي والمغربي للمرة الأولى رسميا في بطولة كبرى عندما يتواجهان، الأربعاء، على ملعب البيت في الخور ضمن الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022 في كرة القدم.
وتواجه المنتخبان مرات قليلة جدا وكانت ودية فقط، حيث كانت هناك خمس مواجهات فقط بين “الزرق” و”أسود الأطلس”، لم تكن أبدا في مسابقة رسمية، وتميل الكفة لصالح منتخب الألوان الثلاثة: ثلاثة انتصارات، وتعادلين، بينهما واحد حسمه المغرب بركلات الترجيح.
كانت المباراة الأولى في الخامس من فبراير 1988 في ملعب لويس الثاني في موناكو الذي اختير لاستضافة المباراة النهائية لـ”دورة فرنسا الودية”. نجح المنتخب الفرنسي بقيادة مدربه وقتها الراحل هنري ميشال الذي لم يتأهل حينها إلى كأس أوربا 1988، في الفوز 2-1 بفضل هدف ليانيك ستوبيرا.
خلال المباراة الأخيرة في 16 نوفمبر 2007 في سان دوني، كان هنري ميشال على دكة البدلاء أيضا، ولكنه هذه المرة مع المنتخب المغربي. في ملعب فرنسا بمدرجات مملوءة عن بكرة أبيها بالجماهير، عاد المغرب من بعيد وأدرك التعادل 2-2 في الدقائق الأخيرة بهدف ليوسف المختاري (85).
كان ريمون دومينيك مدربا للمنتخب الفرنسي وقتها، واستغل المواجهة لتجربة لاعبيه الواعدين كريم بنزيمة وسمير نصري صانع الهدف الأول لسيدني غوفو (15) ومسجل الثاني (76)، بعدما افتتح المغرب التسجيل عبر طارق السكيتيوي (9).
بين المباراتين، سافر المنتخب الفرنسي إلى الدار البيضاء للمشاركة في دورة الحسن الثاني الدولية الثانية: فازوا باللقب في يونيو 2000 (5-1) وقبلها بعامين خسروا بركلات الترجيح في مايو 1998 (2-2، 5-6 بركلات الترجيح) قبل أن يصبحوا أبطالا للعالم.
وأقيمت المباراة الودية الأخرى في يناير 1999 في مرسيليا، سجل يوري دجوركاييف الهدف الوحيد.
تحكيم مكسيكي
وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تعيين الحكم المكسيكي، سيزار راموس، لقيادة مباراة المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره الفرنسي، ضمن نصف نهائي كأس العالم “قطر 2022”.
وسيتولى الحكم البالغ من العمر 38 سنة إدارة المباراة، بعدما سبق له قيادة مباراة المغرب وبلجيكا في الدور الأول من “المونديال” والتي آلت نتيجتها لـ”الأسود” بهدفين دون رد.
وسيساعد الحكم المكسيكي في قيادة المباراة المذكورة، مواطناه ألبيرتو مورين كمساعد أول، وميغيل هيرنانديز كمساعد ثاني.