في هولندا دولة القانون تحت ضغط الجريمة المنظمة مند اعتقال التاغي في دبي

21 ديسمبر 2022 - 23:15

جرائم قتل ومخاوف بشأن سلامة الأميرة وريثة العرش وخطط مفترضة للهروب من سجن شديد الحراسة: كلها أحداث في هولندا تكشف عنف عصابات المخدرات وتضع الهولنديين أمام واقع تهديداتها.

سلطت سلسلة من جرائم القتل المرتبطة بمحاكمة تاجر المخدرات رضوان التاغي، الضوء على عنف مافيا المخدرات المعروفة بسيطرتها على تجارة الكوكايين في أوربا عبر موانئ أنتويرب وروتردام.

كشف تكفيك شبكة ضخمة في دبي لتهريب المخدرات تسيطر على ثلث تجارة الكوكايين في أوربا، وتمر خصوصا بهولندا قوة مهربي المخدرات الذين يهددون دولة القانون.

رضوان التاغي المحتجز في سجن شديد الحراسة في جنوب هولندا بعد اعتقاله عام 2019 في دبي، متهم بأنه العقل المدبر لمنظمة وصفها الادعاء بأنها “آلة قتل” ويشتبه في أنه تواصل مع الخارج.

يقول المعلقون إن محاكمة التاغي و16 شخصا آخرين، المعروفة باسم “مارينغو”، لم يسبق لها مثيل في هولندا.

ثلاثة أشخاص من أوساط الشاهد الأساسي في القضية “نبيل ب”، قتلوا؛ شقيقه اغتيل عام 2018 ومحاميه ديرك وايرسوم قتل في 2019 كما قتل الصحافي المعروف بيتر أر دي فريس في 2021.

يقول جان ميوس الصحافي الهولندي المتخصص في قضايا الجريمة، إن العنف الذي نجم عن ذلك “أثار صدمة كبرى وكشف العواقب الوخيمة لتهريب المخدرات” في البلاد.

وقال لوكالة فرانس برس بعد جلسة للمحكمة “إنها الاختبار الأخير للنظام القضائي الهولندي ولسيادة القانون”.

كان بيتر أر دي فريس الذي قتل بالرصاص في وسط أمستردام بعد مغادرته استوديو تلفزيوني، أكد أنه أدرج على لائحة تصفيات وضعها رضوان التاغي.

في سابقة في هولندا، يتولى الجيش حراسة المحكمة التي يحاكم فيها المجرم في امستردام خلال الجلسات. ويتوجه القضاة والمدعون إلى المحكمة بسيارات مصفحة.

وقال ميوس إنه تم الكشف عن خطط لهروب المجرم تتضمن تنفيذ أعمال عنف خطيرة.

وقال فيم دو بروان الناطق باسم النيابة الوطنية لوكالة فرانس برس، إن “دولة القانون الديمقراطية تهتز وهي تحت ضغط الجريمة المنظمة”.

اضطرت الأميرة وريثة العرش الهولندي آماليا في الآونة الأخيرة إلى التخلي عن حياتها كطالبة عادية. فقد ورد اسمها بحسب وسائل الإعلام الهولندية مع اسم رئيس الوزراء مارك روته في اتصالات للجريمة المنظمة ما أثار مخاوف من مخططات خطف أو اعتداءات.

عرفت “Mocro Maffia” التي سميت كذلك بسبب الأصل المغربي للعديد من أعضائها، بعنفها الوحشي.

وأكد ممثلو الادعاء أن أعضاء المنظمة التي يرأسها التاغي وغالبيتهم من الشباب “ليس لديهم أي قيمة لحياة البشر” ويصفون الضحايا بـ”الكلاب” التي يجب أن “تنام”.

وتتسبب سلسلة عمليات تصفية “عرضية” من قبل مجرمين يخطئون هدفهم بقلق إضافي في البلاد.

بحسب مراقبين فإن هذا العنف كشف سذاجة السلطات الهولندية إزاء تزايد الجريمة المنظمة التي تستند إلى اقتصاد مواز يقدر بعدة مليارات من الدولارات.

وكانت نقابة الشرطة الرئيسية في البلاد NPB دقت ناقوس الخطر منذ عدة سنوات مؤكدة أن هولندا تواجه خطر التحول إلى دولة مخدرات.

انتقد رئيسها يان سترويس في حديث مع وكالة فرانس برس سياسة هولندا المتساهلة تجاه المخدرات الخفيفة.

فقد تم إلغاء تجريم استهلاك القنب وبيعه في البلاد، لكن بقية سلسلة الإمداد الخاصة بـ”المقاهي” الهولندية الشهيرة تبقى غير شرعية. وقال سترويس إن السلطات تغض الطرف والمهربين خلقوا هيكليات مخيفة.

لكن ماريين شيريفر المؤلف المشارك لكتاب “Mocro Maffia” الأكثر مبيعا لديه تفسير آخر.

يقول لوكالة فرانس برس “ما نحن عليه هو ملاذ ضريبي. نريد استيراد أكبر قدر ممكن إلى الموانئ لنقله مرة أخرى، وهذا يجعل من هولندا المكان المثالي من الجانب اللوجستي”.

لكن تفكيك شبكة كبرى في دبي في الآونة الأخيرة كانت توفر حوالى ثلث الكوكايين في أوربا، يظهر أن المشكلة أبعد من أن تكون مشكلة هولندا فقط.

قد يكون “مهرب بارز” هولندي مرتبط برضوان التاغي أوقف في دبي، شكل تحالفا مع قادة عصابات المخدرات الإيرلندية والإيطالية، وقد أوقفوا أيضا.

أعلن يان أوب غن أورث الناطق باسم يوروبول أن الشبكات “المرنة والمبدعة” باتت تعمل الآن معا.

وقال لوكالة فرانس برس “لم نعد بإزاء مجموعة ضد لأخرى. وهذا ما يجعلها خطيرة جدا”.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *