تنامي الشعور المناهض لفرنسا في غرب إفريقيا مع فقدان آخر حلفائها

27 يناير 2023 - 23:30

بعد انسحاب القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو، على آخر حلفاء باريس في غرب إفريقيا إيجاد توازن صعب بين نيتهم التعاون ضد الجهاديين وتنامي الشعور المناهض لباريس لدى الرأي العام.

هذا الأسبوع، طالب المجلس العسكري في بوركينا فاسو الجنود الفرنسيين بالرحيل، وذلك بعد بضعة أشهر من مغادرة مماثلة للقوة الفرنسية لمالي التي وجهت بوصلتها نحو روسيا.

في باماكو كما في واغادوغو، يتنامى الشعور المناهض للوجود الفرنسي سواء في الشوارع أو على شبكات التوصل الاجتماعي، وصولا حتى إلى القصر الرئاسي.

لكن هذا الرفض لا يسود كل عواصم غرب إفريقيا.

فعلى درج قصر الإليزيه الأربعاء، كان المشهد وديا للغاية. رئيس ساحل العاج الحسن وتارا في باريس ليبحث على غداء عمل مع نظيره إيمانويل ماكرون ملف مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا ومنطقة الساحل.

يبدو واضحا أن العلاقة بين البلدين جيدة، وخصوصا أن الرئيسين يلتقيان بانتظام فضلا عن زيارات متتالية قام بها العديد من الوزراء الفرنسيين لابيدجان في الأشهر الأخيرة.

ولئن تقلصت قائمة حلفائها، لا تزال فرنسا تنشر قوات في ساحل العاج (900 عنصر) والنيجر (2000) والسنغال (500).

وتشكل نيامي أحد الخيارات المتقدمة لاستقبال القوات الفرنسية التي ستغادر بوركينا.

تؤكد فرنسا أنها ليست في وارد فرض وجودها في غرب إفريقيا، وتبقى غايتها أن تكون قوة دعم لمساعدة الدول الإفريقية في مكافحة الإرهاب، بناء على طلبها.

وفي هذا السياق، أكد مسؤول في القوة الفرنسية في السنغال أن الجنود المنتشرين في دكار “يجسدون تماما الدينامية الجديدة التي تقوم على استبدال المكافحة المباشرة للجماعات الجهادية بمنطق شراكة، محورها دعم الجيوش الشريكة التي تنفذ عمليات” ميدانية.

ينبع التوجه الجديد للسياسة الفرنسية في المنطقة من كون باريس تحولت أحيانا حليفا مرهقا لحكومات غرب إفريقيا.

واعتبر أمادو بونتي ديالو الأستاذ في جامعة نيامي أن التفات رئيس النيجر إلى القوى الغربية، وبينها فرنسا، ينطوي “على مجازفة سياسية” بالنسبة إليه، مضيفا “ينبغي التحلي بيقظة شديدة، فالناس لن يقبلوا بأي شيء حين يظهرون تمسكا شديدا بسيادتهم”.

بات الشعور المناهض لفرنسا موضوعا طاغيا، وخصوصا في السياسة الداخلية.

في السنغال، يواظب ناشطون وصحافيون ومدونون على الشبكات الاجتماعية على اتهام الرئيس ماكي سال بتلقي تعليمات من “سيده” الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويعتمد عثمان سونكو، أحد أبرز معارضي الرئيس السنغالي والذي يعتزم خوض الانتخابات الرئاسية في 2024، خطابا سياديا لا يخفي أحيانا عداءه لفرنسأ.

ولاحظ رودريغ كونيه كبير الباحثين في معهد الدراسات الأمنية والمتخصص في شؤون الساحل أن “فرنسا تثير انقساما في الرأي العام وباتت موضوعا في السياسة الداخلية. إنه عنوان يستخدم منصة لبلوغ السلطة أو الاحتفاظ بها انطلاقا من تأثيره في الرأي العام”.

ورأى واثي جيل يابي مؤسس مركز أبحاث غرب إفريقيا أن أي بلد ليس في منأى من تصاعد الشعور المناهض لباريس، موضحا أن هذه الظاهرة مرتبطة “بالوضع الأمني في المنطقة” وكذلك بـ”نية فئة من الرأي العام الانتقال إلى مرحلة جديدة والحصول على استقلال جديد”.

لكنه نبه إلى “وجوب عدم اختصار تموضع دول المنطقة بمسألة علاقتها بفرنسا”.

وأضاف “النيجر مثلا تواجه تهديدات أمنية هائلة، وفي رأي بازوم أن دعم القوى الغربية يوفر إيجابيات تفوق السلبيات لمساعدته في خوض هذه التحديات”.

كلمات دلالية

إفريقيا جيوش حلفاء فرنسا
شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التالي