روى أحمد عصيد الناشط في مجال الدفاع عن الأمازيغية قصة علاقته بالقراءة منذ صغره. وقال السبت خلال ندوة نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني”، إن والده نقله من الاطلس إلى القنيطرة طفلا حيث كان لا يتحدث سوى الامازيغية، ولا يعرف العربية. وأضاف “في المدينة اصطدمت بقيم تختلف حيث علاقات العنف والتوتر سائدة بين الناس، وتولد لدي الخوف لان هذه القيم لم اعرفها في الاطلس”.
وقال ان اكتشافه عالم القراءة هو ما انقذه من الخوف. فكان دخوله المدرسة بمثابة دخول عالم القراءة.
القراءة اكتشاف للعالم وللذات.. القراءة تساعد على فهم للعالم والذات.. القراءة توسع الخيال، وتقوي المعرفة باللغة..في الاعدادي قرأنا أربع كتب كل شهر..
وحسب عصيد فان المدرسة إما أن تحفز على القراءة أو تحبطها. واضاف “كنت أتحدث فقط اللغة الأمازيغية ولكن عبر القراءة تعرفت على عدة لغات”.
كما أشار إلى دور الأستاذ في تنمية ملكة القراءة لدى الطفل التلميذ، فالمجال اللفظي العاطفي بين الأستاذ والتلميذ، “مهم في توجيه الطفل نحو متعة القراءة”.
واليوم، يلاحظ عصيد بأسف ان صورة المدرسة تغيرت،
ما جعل القراءة ضعيفة في المدرسة. أصبحنا أمام نظام تربوي يركز على الكم وليس الكيف.
فالطفل لا يكتسب مهارات ولغة القراءة. والعلاقات داخل المدرسة أصبحت متوترة والمكتبات داخلها في وضعية مزرية وكتبها قديمة.
ويشير عصيد إلى أن العالم الرقمي الذي اتسع لا يساعد على القراءة في المغرب ففي الدول المتقدمة تم استعمال المجال الرقمي لترويج الكتاب والتعريف به، وتسهيل اقتنائه، اما في المغرب فتشير الإحصائيات إلى أن 98 في المائة من المغاربة يستعملون العالم الرقمي بهدف الترفيه فقط.
وجرى تنظيم الندوة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، يوم السبت 11 فبراير تحت شعار “شغف القراءة”:من الفرد إلى المجتمع” وذلك بمقر المؤسسة بمدينة سلا.
وتناولت الندوة بعض القضايا المرتبطة بفعل القراءة في انعكاسه على السلوك الفردي من جهة و امتداد أثره على المستوى الاجتماعي من جهة ثانية. وشارك في الندوة عدد من المفكرين والكتاب والإعلاميين المغاربة الذين اشتغلوا وانشغلوا بموضوع القراءة ودورها المعرفي كإحدى أهم رافعات التنمية المجتمعية . سيكون لجمهور المدينة فرصة متابعة مداخلات كل من :
الكاتب والفاعل الثقافي أحمد عصيد
المفكر المغربي محمد الدكالي
الكاتب و الإعلامي علي تزيلكاد
الإعلامي محمد سليم
وكان للحضور فرصة متابعة شهادات لقراء استطاعت القراءة أن تصنع الفرق في مسار حياتهم: وهم يوسف اسحيردة، سلمى العلالي، علي اطيان، منار حجازي، جنان أعراب، التلميذ إسماعيل شبعو التلميذة ضحى البناني.
وسير الندوة كل من ابوبكر الفقيه التطواني و لطيفة باقا.