عبّر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، عن سعادته بالاحتجاجات السلمية التي تعرفها عدد من المدن المغربية، معتبراً أنها “تعبير مشروع عن وعي مجتمعي متزايد وشجاعة شبابية في المطالبة بالإصلاح والعدالة الاجتماعية”، مؤكداً أن “هذه التعبيرات ينبغي ألا تبقى مجرد غضب عابر، بل يجب أن تتحول إلى فعل سياسي منظم يقود إلى التغيير الحقيقي داخل المؤسسات”.
وقال بنعبد الله، خلال كلمته في أشغال الجامعة الخريفية لمنظمة الشبيبة الاشتراكية اليوم الاحد ، إن “الجيل الجديد الذي خرج إلى الشارع عبر عن مطالبه بجرأة وشجاعة استثنائية”، مضيفاً: “نحن سعداء بهذه الاحتجاجات لأنها توقظ الضمائر وتعيد الحيوية إلى المشهد الوطني، لكن المطلوب هو أن تتحول إلى مشاركة سياسية مؤثرة تضع الشباب في قلب القرار”.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن “الحزب ومنذ أزيد من 80 سنة من العمل والنضال، ظل وفياً لقيمه ومبادئه، مدافعاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية”، مشيراً إلى أن “هذا النضال أسهم، مع قوى وطنية أخرى، في بناء مسار ديمقراطي متدرج، وفي إقرار دستور من بين الأكثر تقدماً في المنطقة”.
ووصف بنعبد الله الحكومة الحالية التي يقودها عزيز أخنوش بأنها “حكومة مشؤومة”، قائلاً إنها “عمّقت الفوارق الاجتماعية، وأضعفت ثقة المواطنين في الفعل السياسي، وأظهرت محدودية كبيرة في معالجة الملفات الاجتماعية والاقتصادية الملحة”، مضيفاً أن “الاحتجاجات الراهنة دليل واضح على فشل سياساتها في الاستجابة لتطلعات المغاربة”.
وشدد بنعبد الله على أن “النضال لا يتوقف عند حدود الشارع، بل يجب أن يتجسد في الفعل السياسي المنظم”، داعياً الشباب إلى “الانخراط في الحياة الحزبية والعمومية”، لأن “الاحتجاج وحده لا يكفي ما لم يتحول إلى قوة اقتراحية وإلى فعل مؤسسي مؤطر”.
وختم كلمته بالتأكيد على أن الشبيبة الاشتراكية مدعوة لتكون “القاطرة التي تواصل مسار الأجيال السابقة التي ناضلت من أجل الاستقلال والديمقراطية وفصل السلط”، مضيفاً: “نحن من نفس التربة التي خرجتم منها، وسنستمر جميعاً في الدفاع عن المطالب المشروعة للمغاربة مهما كانت الصعوبات والعراقيل”.