-->

عيد الاضحى في روسيا: شباب مغاربة ينقلون طقوس الوطن للمهجر

06 أكتوبر 2014 - 09:00
تقع مدينة تامبوف على بعد 400 كلم  جنوب العاصمة الروسية موسكو ، ويقطن بها حوالي ربع مليون نسمة ، ويطغى على المدينة الطابع العلمي لكونها تضم العديد من المعاهد والكليات التي تستقطب طلبة من كل الجنسيات بما فيهم المغاربة ، اليوم 24 عملت على الاتصال بالطلبة المغاربة المقيمين بهذه المدينة لنعيش معهم سويا كيف يقضون يوم العيد ؟، وكان دليلنا في الرحلة نحو هذا البلد  زكرياء طالب في السنة الخامسة بكلية الطب وينحدر من مدينة الدار البيضاء .
عرض الاضحيات يبدأ من المساجد:
« بخصوص الاجواء التي تسبق العيد  فقبل أيام من حلوله يحضر إلى مسجد المدينة فلاحون مسلمون ويقدمون لنا عروضا بزيارة ضيعاتهم الفلاحية المتواجدة بضاحية المدينة ، ونقوم نحن الطلبة باكتراء حافلة للنقل فنشد الرحال نحو الفلاح الذي وقع عليه الاختيار  » هكذا وصف زكرياء الطريقة المتبعة للحصول على أضحية العيد فهي التي يسلكها هو وغيره من الطلبة طيلة الخمس السنوات التي قضاها هناك، ويضيف  » نسير حوالي نصف ساعة من الزمن نحو المراعي الممتدة في الافق ، فنصل الضيعة المقصودة ،ونطلع على الخرفان ، ونقتني منها ما هو مناسب لوضعيتنا المادية فمنا من يقتني الخروف لوحده وهناك طلبة آخرون يجتمعون فيقتسمون ثمن الاضحية الواحدة، هنا لاتباع الاضاحي كما يحدث في المغرب ، بل بالكيلوغرام إذ يصل ثمن الكيلو حوالي 270 روبل أي مايقارب 80 درهما  » 
هنا طقوس العيد بصيغة شبابية 100%
بعد اختيار الاضحية صبيحة السبت يقوم الفلاح بمساعدة الطلبة على ذبح وسلخ الاضحية وفق السنة تعاليم السنة المحمدية والابراهيمية ، ويبقى الجميع هنا في الضيعة  والكل منهمك في سلخ الخرفان ، وبعد الانتهاء يضيف زكرياء نجتمع    ، ونعمل نحن المغاربة على الاحتفال باستحضار جميع طقوس عيد الاضحى فنقوم بتهييء كؤوس الشاي و »بولفاف » وفقا للتقاليد المغربية ونقتسم سويا لحظات الفرح ببهجة العيد ، قضينا ساعات رائعة رفقة الطلبة الذين يمثلون مناطق مختلفة في المغرب ، وهي نقطة ايجابية في المهجر فبيننا طلبة ينحدرون من مدن الدار البيضاء وفاس ووجدة واكادير وبني ملال ومراكش وطنجة المهم جميع جهات الممكلة ممثلة هنا ،وهو الامر الذي مكننا من الاستئناس والتلذذ بأطباق جد  رائعة يهيئها كل طالب بحسب طقوس وتقاليد منطقته ، قضينا اليوم الاول من العيد في غاية الروعة ، انسجام بين الطلبة امتد إلى ساعات الزوال لنعود بعدها  أدراجنا إلى الحي الجامعي وهنا نبدأ مرحلة جديدة بحيث يعمل كل طالب أو مجموعة على تنظيف اللحم وتهييئه للتخزين في « البراد « ، وخلال مساء السبت كانت هناك لقاءات بين عدد من الطلبة فنحن مثلا قمنا بإعداد « الكاميلا » على الطريقة المغربية ، ضحكنا كثيرا وتقاسمنا لحظات رائعة واختلى كل واحد منا بهاتفه النقال بعد ذلك للاتصال بالعائلة والأحباب والأصدقاء لتقديم التهاني بالعيد « 
الطالبات يحتفلن بطريقتهن الخاصة شريطة توفر  » الحْداكة »
ليس فقط الطلبة الذكور هم من يستمتع بوقتهم فللطالبات كذلك نصيب من فرحة العيد ، فهن يعمدن إلى إحياء بعض الطقوس التي يسسمح به وقتهن ، فيكتفين بإعداد « القديد »وخاصة « الحداكات  » حسب تعبير زكرياء ، يعملن على الاتصال بباقي الطالبات والاجتماع وخاصة وأن العيد هذه السنة صادف يومي السبت والاحد الذي منحته روسيا عطلة رسمية  لهم احتراما للملايين من المسلمين الذين يتواجدون بأراضيها ، منهن من يقوم باعداد الحناء واضهار بعض مضاهر الزينة ومنهن من يكتفي فقط باقتسام الفرحة مع المجموعات وحضور لحظة ذبح الاضحية .
هكذا يمر العيد على حوالي 1000طالب مسلم بمدينة تامبوف الروسية ، طلبة اختاروا هذه الوجهة لما توفره كليات الطب من امكانية دراسة هذه المادة باللغة الفرنسية القريبة من تعليم وتوجه المغاربة ، وفي ظل الحصار المفروض على الجامعات القليلة بالمغرب التي تفرض معدلات عليا ، يحيون العيد  بطريقة « شبابية100% » فالرحيل إلى المغرب للاحتفال مع العائلة يتطلب 6 ساعات من الطيران وتكلفة مادية صعبة ، وبالتالي فهم يقضون العيد بهذه الطريقة في انتظار العودة النهائية إلى أحضان وطنهم.
زكرياء طالب غير عادي في بلد استثنائي
التحق زكرياء بروسيا لدراسة الطب خلال الموسم الجامعي 2009/2010 وصنع لنفسه مكانة بين اصدقائه وأصبح الجميع يعرفه لكونه يعمل مديرا لصفحة  » المغاربة لي ساكنين فروسيا » على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك رفقة   أمين من موسكو وطالب آخر يدعى  زكرياء من مدينة  نيجني نوفعورود ،وبواسطة هذه الصفحة يتم حل العديد من مشاكل الطلبة وخاصة الجدد الذين يفدون على المدينة كل سنة وبأرقام قياسية ،وتعمل على نشر جميع انشطتهم بما فيها الاعياد والمناسبات واللقاءات وسيتم استثمار ما حققته من ترابط بين افراد الجالية المغربية في روسيا وخاصة الطلبة إلى تأسيس جمعية للصداقة المغربية الروسية التي ستعرف النور قريبا وخلال هذه المناسبة مثلا فهي تحقق ارقاما قياسية في الزيارات وخاصة من طرف اهل ومعارف الطلبة الذين ينشرون صورا لهم تبين فرحتهم بالعيد بمختلف مدن روسيا سان بيتيرسبوغ
وتشيبوكساري ومدينة رايازان وتمبوف وأسترخان وتفير

شارك المقال

شارك برأيك

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

التالي