« الالتفاف الذي خص به الشعب المغربي الفقيد أحمد الزايدي هو رسالة لكل واحد منا للدفاع عن أفكاره واتباع منهجيته وأخلاقه السياسية لأنه مدرسة في ربط الأخلاق بالسياسة »، بهذه العبارات القوية بدأ عضو الفريق الاتحادي بمجلس النواب، حسن طارق، حديثه عن مصداقية زميله الذي كان يتزعم تيار الانفتاح والديمقراطية، أثناء مداخلته التي حاول من خلالها « تقييم الواقع السياسي المغربي وأعطابه »، قبل أن يصف النخب السياسية البارزة في المشهد السياسي المغربي بـ »النخب الفاسدة ».
وشدد طارق الذي كان يتحدث مساء أول أمس بالعرائش في لقاء تناول « الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن بالمغرب »، على ضرورة قيام المغاربة بـ »ثورة » داخل الأحزاب السياسية، التي « لا تنتج إلا الفساد والقبح »، والتي تسيطر عليها « النخب الفاسدة » يقول طارق الذي حمل تلك النخب مسؤولية أزمات العمل السياسي لـ »افتقاد الكثير منهم للمصداقية »، مؤكدا أن غالبية تلك النخب لا تستحق ثقة المغاربة، قبل أن يذكر وعلامات الأسف بادية عليه بأسماء سياسيين ناضلوا بحق، كعلال الفاسي، وعمر بنجلون، وعبد الرحيم بوعبيد، قائلا عنهم « إن هذه الأسماء تكاد تكون بدون خلف ».
وانتقد عضو المكتب السياسي لحزب « الوردة »، كيفية تطبيق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لبنود الدستور، مشيرا إلى أنه يطبق الدستور لكسب ثقة الدولة وليس من أجل التطبيق السليم. كما انتقد موقف الحكومة بخصوص الصناديق التي نهبت من طرف مفسدين قائلا « لا يمكن أن يؤدى ذلك من جيوب البسطاء والمياومين، فنحن نختلف مع الحكومة لأن الأمر يزيد من تفقير المواطنين »، معتبرا أن دور المعارضة يكمن في أن تكون شريكا في الإصلاح واليقظة والديمقراطية والوقوف ضد التراجعات، واستكمال الرسالة، مشيرا إلى أن المغاربة يريدون « بديلا سياسيا تقدميا ديمقراطيا قادر على إرجاع عدد من المختلفين مع المشروع الأصولي إلى الانخراط في العمل السياسي، لإعادة رسالة الاتحاد، التي تتمثل في الدفاع عن الحق في مستقبل أفضل ».
من جهته، ندد أحمد رضا الشامي، باستمرار اقتصاد الريع الذي اعتبره من المعيقات القائمة في المشهد الاقتصادي الراهن، وسببا لعدم تكافؤ الفرص، حيث يتمكن ذوو النفوذ من تكديس ثروات بدون مجهود، محملا المسؤولية في ذلك للحكومة، داعيا إياها إلى تطوير النموذج الاقتصادي. كما تحدث الوزير السابق عن انتشار ظاهرة الرشوة رغم أن الحزب الذي يقود الحكومة قد وعد أثناء حملاته الانتخابية بمحاربة هذه الآفة.
أما عبد العالي دومو، فأثار ظاهرة الانحراف السياسي الذي أدى إلى العزوف السياسي، واصفا الأحزاب بـ »النوادي المغلقة »، ما جعل الشباب ينقلون نقاشاتهم إلى المواقع الاجتماعية، مما يهدد بميولهم إلى جماعات متطرفة مثل « داعش »، مستدلا على العزوف السياسي بتصويت 6 مليون ناخب من أصل 20 مليون، ومعللا ذلك باستمرار سياسة ملء الجيوب والوصول إلى المواقع، قبل أن يدعو إلى انتفاضة لتصحيح الأوضاع، مؤكدا شكوكه في الفعل السياسي القائم في المغرب، وشكوكه في القراءة التي يستمع إليها المغاربة في البرلمان وفي شاشات التلفاز، واصفا إياها بـ »قراءة مغلوطة تفتقد للاستقلالية والشجاعة ».
يشار إلى أن اللقاء الذي نظمه تيار الانفتاح والديمقراطية مساء أول أمس بمدينة العرائش، انطلق بقراءة الفاتحة على أرواح الفقيدين أحمد الزايدي وعبد الله باها وكذا ضحايا الفيضانات، وقد عرف حضور عدد من القيادات الاتحادية على رأسها حسن طارق وأحمد رضى الشامي، وعبد العالي دومو، وعلي اليازغي، وجمال أغماني.