قبيل الجمع العام الوطني لتيار الانفتاح والديمقراطية، الذي سيحسم غدا في خيارات التيار المنبثق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يتداول رفاق الزايدي في خيارين اثنين، فإما تأسيس حزب جديد أو الالتحاق بالاتحاد الوطني، فيما الاستمرار إلى جانب إدريس لشكر بات أمرا مستبعدا.
وحسب وثيقة تكشف عن مشروع أرضية اللقاء، المزمع انعقاده يوم غد السبت، سيتطرق رفاق الزايدي لـ »أزمة الاتحاد الاشتراكي والخيارات البديلة »، ذكرت الوثيقة التي ويتوفر « اليوم 24″ على نسخة منها، أن حزب الإتحاد الإشــتراكي » يتــعرض لعملية مسخ وفقـــدان لهويته ولأخلاقه التي ميزت مساره ورصيده التاريخي »، وهي الأزمة التي تكمن حسب ذات المصدر في « تحـويل تركيبته البــشرية ، وتغـيير مواقــفه وتحالفاته الســياسية بكــيفية تجعل المناضلات والمناضلين الــشرفاء يؤمنــون بالفكرة الإتحادية النبيلة ، خارج أسـوار الإتحاد ، وفي موقع يجــعلهم غرباء داخــل حزب فقد اتحاديته ».
ولتجاوز هذا الوضع، يرى رفاق الزايدي أنهم أمام خيارين اثنين « يمكنان من بناء بديل اشتراكي ديمقراطي يجيب على تسـاؤلات المرحــلة »، وذلك إما من خلال « انبعاث الفكرة الإتحادية عبر المساهمة في إحياء الإتحاد الوطني للقوات الشــعبية « ، وإما عبر « المساهمة في بناء بديل اشتراكي ديمقراطي جديد يستجيب لمتطلبات المرحلة، عبر اقتراح حلول تخرج المجتمع والاقتصاد من المآزق الاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد، وتمكن المواطنين من استعادة الثقة في مسار تقدمي وحداثي ».
إلى ذلك، قال عبد العالي دومو في تصريح لـ « اليوم 24 » إن أعضاء تيار الانفتاح والديمقراطية سيعقدون اجتماعا يوم غد (السبت)، لتشخيص أزمة الحزب ودراسة مشروع أرضية تتضمن الخيارات البديلة المقترحة من طرف أعضاء التيار، للانفصال عن القيادات الحالية، مشددا على أن اتخاذ قرار نهائي في الموضوع ليس بالأمر السهل بل يتطلب دراسة مختلف السيناريوهات المقترحة، ويحتاج مزيدا من الوقت.
وقال دومو إن مشروع الأرضية التي ستتم مناقشتها تقترح ثلاثة سيناريوهات أساسية، الأول يقضي بـ « المقاومة من داخل الحزب وعقد مؤتمر استثنائي والمطالبة بإقالة القيادة الحالية للحزب »، فيما السيناريو الثاني ينادي بضرورة خلق حزب يساري جديد يوحد العائلة الاتحادية نظرا « لاستحالة العمل من داخل الحزب »، فيما يقضي السيناريو الثالث بالعمل من داخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، مشيرا إلى أن النقاش مع هذا الأخير مازال مفتوحا من اجل « الاتفاق على مشروع مجتمعي مشترك برؤية موحدة »، حسب تعبيره.
وفي ما يتعلق بأوضاع المملكة، اعتبر رفاق الزايدي أن » الراهن المغربي يتسم بهشاشة نمط النمو الإقتــصادي ، جراء هيمنة اقتصاد الريع، وبمشهد سـياسي تـــائه يفتقد شرعيته تدريجيا »، مبرزين أن » الأداء الحكومي بدوره يفتقد لرؤية سياسية شمولية واضحة »، ومؤكدين في ذات السياق أن » لنخب السياسية المغربية لم تتمكن من الإستجابة للحراك الإجتـماعي المغربي عبر صياغة بديــل مجتمعي واعــد في مستوى طموحات ومـــطالــب للمواطنين »، الشيء الذي يدعو، حسب نفس المصدر، إلى « بــناء بديــل ســياسي ، يحـــظى بمصداقية داخل المجتمع . »
ويذكر أن اللقاء الوطني لتيار الانفتاح والديمقراطية يأتي لـ » مناقشة الخيارات المتوفرة، » وذلك في سبيل تجاوز « الأزمة الحالية » لحزب الوردة عن طريق « خلق جبهة موسعة تساهم في إيجاد بديل ديمقراطي يحافظ على الهوية الاتحادية ويوفر لكل للعائلة الاتحادية والقوى التقدمية عرضا سياسيا يحظى بمصداقية لدى المجتمع. »