وداد الملحاف
إصراره على تسلق سلم المجد انطلاقا من نقطة الصفر جعله مثلا يحتذى به من طرف كل معارفه وأصدقائه. ولد عبد الباري العزيزي العلوي، البالغ من العمر 31 ربيعا، بمدينة تاوجطات قرب فاس، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة تمارة، حيث حصل هناك على شهادة الباكالوريا العلمية سنة 2001.
لم يولد عبد الباري وفي فمه ملعقة من ذهب، فقد كان سند الأسرة حافزا لرسم مسار متميز. والده الذي كان يشتغل بوزارة الفلاحة وأمه التي عملت بوزارة التربية الوطنية أصرا على أن يدرس ابنهما، الذكر الوحيد، الهندسة. وفي اتصال مع « اليوم24» يقول عبد الباري: «كنت أحلم أن أصبح ربان طائرة، لكن بعدما درست الهندسة واشتغلت في الصناعة الغذائية، أحببت هذا المجال بشكل أكبر». مباشرة بعد تخرجه مهندسا صناعيا من مدرسة «البولتكنيك» بمدينة «ليل» الفرنسية سنة 2006، اختار أن يبدأ مشواره المهني في المغرب.
كانت البداية في فرع صناعي تابع للصندوق الوطني للإيداع والتدبير، وقد أهلته جديته في العمل لشغل منصب مسؤول الإنتاج، ليشرع في تحقيق أول طموحاته التدبيرية، ويقرر، موازاة مع عمله، أن يكمل مشواره الأكاديمي، ويحصل سنة 2008 على دبلوم هندسة آخر، لكن هذه المرة في تخصص إدارة المشاريع من المدرسة الوطنية لهندسة الأنظمة الصناعية بمدينة «نانسي» الفرنسية، والتحق بعدها بشركة كبيرة للصناعة الغذائية، ودرس في الوقت نفسه ليتمكن من نيل شهادة الماستر المتخصص في مجال إدارة المشاريع من المعهد الوطني «بوليتكنيك» بلورين سنة 2009. يقول: «لم يكن طموحي أن أكون مهندسا عاديا فقط، بل أردت أن أبصم مشواري كمسير ومدير للمشاريع».. طموح لم يتوقف عند هذا الحد، بل سيدفعه إلى الوصول إلى أعلى المراتب.
سنة 2011، عين عبد الباري في منصب المدير الصناعي داخل مجموعة صناعية كبيرة، ليصبح بعد ذلك مديرا عاما لإحدى وحداتها المتخصصة في الصناعة الغذائية، حيث طور من مردوديتها، فهي الآن لا تقوم بتسويق منتجاتها فقط في المحلات الصغيرة والمراكز التجارية الكبرى في المغرب، بل تصدرها إلى دول أخرى في كل من أوربا الشرقية والغربية وأمريكا الشمالية، إضافة إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء.
يقضي عبد الباري أوقات فراغه في ممارسة هواية القنص، ويطمح في المستقبل إلى تقاسم تجربته مع الآخرين.. «أود أن أحصل على شهادة الدكتوراه فقط لأتمكن من نقل تجربتي إلى الشباب، وأحفزهم على الاجتهاد من أجل تحقيق النجاح». عصامية عبد الباري ومساره الناجح أصبحا مصدر إلهام لأصدقائه، الذين أصبح حماسه دافعا لهم لكسر كل الصور النمطية عن كون النجاح في سن مبكرة لا يمكن أن يتحقق إلا بالاتكال على ثروة الآباء أو الوساطات.