كشف محمد بن سعيد آيت إيدر، اليساري المغربي وأحد قادة جيش التحرير أيام الاستعمار، والرئيس السابق لحزب الاشتراكي الموحد، مجموعة من كواليس لقاءاته مع الحسن الثاني ووزير داخليته آنذاك، إدريس البصري، كما تحدث عن عدد من الأساليب التي كان يعتمدها الملك الراحل في تشكيل حُكوماته. [related_posts]
تناوب يُقوي الأحزاب المصنوعة..
ووجه آيت إيدر، في حوار له مع قناة روسيا اليوم، جملة من الانتقادات لفترة التناوب التوافقي. إذ قال في هذا الصدد إن فترة التناوب حققت أمرين، الأول أنه مكن من تسليم الحكم من الحسن الثاني إلى محمد السادس بسلام، فيما كان الأمر الثاني، هو إعطاء الشرعية لأحزاب مصنوعة وتقويتها على حساب نظيرتها الوطنية.
وأوضح المتحدث، أن الأحزاب المصنوعة بعد فترة التناوب صارت تحصد في الانتخابات أصواتا أكثر من نظيرتها الوطنية من دون أي تزوير أو تدخل من الداخلية.
وقال المتحدث: “لما طرح علينا مسألة المشاركة في الحكم، لم نقبل حكومة أقلية، لأن الأغلبية لم يكن لها تمثيل حقيقي على اعتبار أنها صعدت بالتزوير”، معلقا بالقول “لم نقبل المشاركة مع أغلبية مصنوعة”.
وانتقد آيت إيدر خلال حديثه إلى القناة، طريقة تشكيل الحسن الثاني للحُكومات، موضحا أنها لم تكن تمثل توافقا برامجيا لأن الحسن الثاني كان يعطيها أحزابه لتكمل بها الأغلبية، يقول المتحدث.
صديقي الملك..
وعرج المتحدث في حديثه عن رد فعل الحسن الثاني عقب صدور كتاب “صديقي الملك”، إذ كشف أنه جمع قادة الأحزاب السياسية، طالبا منهم عقد جلسة برلمانية للتنديد بما جاء فيه، مشيرا إلى أنه عازم على قطع العلاقات الاقتصادية مع فرنسا وتحويلها نحو إسبانيا وإيطاليا.
وفي السياق نفسه، كشف آيت إيدر أنه تقدم بالحديث إلى الملك قائلا “صحيح أن المغرب يجب عليه التحرر من التبعية للبلدان”، مُضيفا أن “ما قاله الإعلام الفرنسي وما وجهه للمغرب من انتقادات يجب أن يعالج فعلا”.
وأوضح المتحدث أن الحسن الثاني أرسل له عقب اللقاء وزيره في الداخلية، إدريس البصري، طالبا منه عدم طرح مسألة المعتقلين السياسيين في البرلمان، إلا أن آيت إيدر رد عليه قائلا: “من مصلحتكم أن يتم طرح مسألة المعتقلين السياسيين في البرلمان، لأنه إن طرحناها نحن سيكون أحسن من أن يطرحها الفرنسيون”، مشيرا إلى أن “الحديث عن هذه المواضيع سيعكس وجود مناخ ديمقراطي وحرية تعبير في البلاد”.
وأورد آيت إيدر، أن البصري قام مرارا بمنعه من إثارة ملفات المعتقلين السياسيين والسجون السرية، مشيرا إلى أنه كان يُعلق على “تهديداته” بالقول “طالما تعلنون الديمقراطية فسأتكلم في هذه الأشياء”.
حينما انزعج الحسن الثاني ..
ومما تحدث عنه المقاوم المغربي، حادثة رفضه تقبيل يد الحسن الثاني، وما خلفته من انزعاج للملك الراحل، إذ اعتبر أن في الأمر “خُضوع وإذعان”.
وحكى آيت إيدر للقناة، أن البصري خيره بين تقبيل يد الملك أو الاستبعاد من الأنشطة الملكية، معللا ذلك بأن “المخزن عندو تقاليد خاصها تتقبل”، في حين أشار آيت إيدر إلى أن البصري كان مبعوثا من طرف الحسن الثاني لتوبيخه.
تخطيط لاسقاط الحسن الثاني..
وعاد آيت إيدر للحديث عن فترة عودته إلى المغرب عام 1981، إذ قال عن تلك الفترة إنها كانت تعرف أزمة سياسية لدى الأحزاب التقليدية والنظام، نظرا إلى القمع المستمر في المغرب وضعف الحريات ومحدوديتها والهامش الضيق للديمقراطية، على حد قوله.
وكشف المتحدث، أنه ربط الاتصال بأحد الجنرالات في الجيش الجزائري، ويتعلق الأمر بالجنرال “أوفمان” المكلف بالصحراء رفقة بومدين آنذاك، إذ ناقشا قضية الصحراء، وأخبره الجنرال أن الجزائر ترغب في إسقاط نظام الحسن الثاني بدعمها للبوليساريو.
[youtube id=”LE11VsFZr9o”]